languageFrançais

مقتل زعيم تنظيم القاعدة درودكال وتأثيره على الجماعات الإرهابية في تونس

أعلنت أمس الجمعة 5 جوان 2020 وزيرة الجيوش الفرنسية مقتل الإرهابي عبد المالك درودكال المكنى بأبي مصعب عبد الودود، أمير تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، في عملية جمعت 5 دول في شمال مالي.

وبإعلان مقتله تنتهي معه سيرة واحد من أكبر قيادات الإرهابيين في العالم في العشرييتين الأخيرتين، ورأس التنظيمات الإرهابية في شمال إفريقيا وخصوصا في الجزائر وتونس وليبيا.

ويعتبر أمير الجماعة الإسلامية للدعوة القتال سابقا ثم أمير تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي درودكال واحدا من أبرز المسؤولين على ما شهدته الجزائر من أعمال إرهابية في العشرية السوداء، أي في تسعينات القرن الماضي، والتي أدت إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين والأمنيين والعسكريين في الجزائر التي كانت تُستهدف فيها قرى بأكملها بالذبح والتفجير بأوامر من درودكال.

دور أمير تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي لم يقتصر على عمليات التخريب والإرهاب بالجزائر منذ تسعينات القرن الماضي فحسب، بل امتد ليشمل تونس خصوصا بعد سنة 2011 عبر تركيزه لما يسمى بنتظيم عقبة بن نافع الإرهابي المتمركز بجبال القصرين بالأساس والذي يتبع تنظيميا التنظيم الإرهابي الذي يشرف درودكال والذي نفذ عشرات العمليات بمرتفعات القصرين في السنوات الماضية.

كما ينضوي تنظيم أنصار الشريعة تحت لواء المجموعات الإرهابية لدرودكال باعتباره واحد من فروع ما يسمى  بقاعدة الجهاد. وتنظيم  أنصار الشريعة الإرهابي هو المسؤول على تنفيذ عمليات اغتيالات سياسية في تونس عقب الثورة وهو متورط أيضا في عدد من العمليات الإرهابية في عدد من جهات البلاد.

كما دفع الإرهابي درودكال نحو توسع تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي إلى الجبال التونسية عقب الثورة عبر إرسال أمراء إرهابيين جزائريين فترات زمنية مختلفة  للإشراف على تكوين كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية ثم لإعادة ترميمها بعد تلقيها لخسائر عديدة على يد قوات الحرس والجيش الوطني. وكان هؤلاء الأمراء، مثل الإرهابي الباي العكروف وحمزة المر وبلال القبي ولقمان أبو صخر، حلقة الوصل بين أمير التنظيم عبد المالك درودكال وبقية الحلقات من فرع القاعدة بتونس المنصهرين في كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية.  ويعتبر درودكال ممولهم  الأساسي بالمال وبالسلاح عبر فروع التنظيم الإرهابي  في ليبيا.  

ووفق هذه المعطيات يعتبر القضاء على درودكال ضربة موجعة لكتيبة عقبة بن نافع الإرهابية ستساهم حتما في مزيد إضعافها لوجستيا وتكتيكيا وعملياتيا.

برهان اليحياوي