languageFrançais

هل يستوي سياسيو تونس بنظرائهم في الدنمرك ؟

تنافس 11 مرشحا ومرشحة للإنتخابات التشريعية الدنمركية مساء أمس الإثنين 27 ماي 2019 في مناظرة مباشرة أمام جمهور من أعمار وأجيال مختلفة، وكانت أبرز وعود المرشحين هي ضرورة الإستثمار في الصحة وضمان هذه الخدمة للأجيال القادمة وجعل  الدنمرك "بلدا غنيا "الى جانب التنصيص على ضرورة تركيز علاقة ديمقراطية متينة مع البرلمان .

وعبر بعض المرشحين عن مسؤوليتهم في ضمان عيش كريم  للأجيال الشابة القادمة وتركيز محاضن الأطفال في كل الاماكن القريبة من مواقع عمل الأولياء لتقليص تشتتهم ومصاعب التوفيق بين العمل وواجبهم العائلي، فيما إنتقد مرشح تركيز  الأحزاب اليساربة في الدنمارك فقط على التعاون مع البلدان الأوروبية في حين توجد اسواق أخرى للإستثمار أو لتصدير المنتجات الفلاحية للبلاد.

كما انتقد مرشح ثالث مسألة مزيد فرض الضرائب واثقال كاهل المواطن الدنمركي. وركز المرشح مارتن ليدغارد ووزير الخارجية السابق على أهمية  الإنتاج الصناعي والفلاحي في البلاد وحل عدة مشاكل خاصة مسألة التلوث والهجرة بالتعاون مع بلدان أخرى وشركاء جدد في الإتحاد الأوروبي وغيره أي الخروج نحو الحل والذهاب له حسب تعبيره مضيفا أن الدولة تحتاج الى وضع ميزانية خاصة لاصلاح قطاع النقل.

وقد قدم كل مرشح برنامجه الإنتخابي للتشريعيات، ملخصا في نحو دقيقتين برقي وتفاعل متبادل مع بقية المرشحين وأسئلة الجمهور في كنف الإحترام وبالنظر الى المشهد السياسي في الدنمرك المكوّن من 4أحزاب كبرى تتصدر المشهد وهي الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الليبرالي الدنمركي والحزب الشعبي الدنمركي والحزب الشعبي الاشتراكي إضافة إلى نحو 9 أحزاب أخرى تتنافس رسميا يوم الإقتراع في 5 جوان 2019.

وشهدت المناظرة تنافسا وإحتجاجات داخل قاعة بالمعهد الثانوي "Birkerod" دون السقوط في العنف والفوضى حيث إحتج مرشح الحزب المسيحي الديموقراطي الذي يجاهد لنحو ثلاثين سنة للحصول على مقعد بالبرلمان.

واعتبر مرشح الحزب المسيحي الديموقراطي في تصريح لمبعوثة موزاييك هناء السلطاني أنه ليس من الديمقراطية تجميع 11 حزبا في لقاء واحد للتعريف ببرنامجهم بدقة، منتقدا نظرة تقزيم حزبه وعدم الترحيب به بطريقة التعامل نفسها مع  أحزاب كبرى حسب تعبيره ليختار الانسحاب من المناظرة ومغادرة القاعة.

وفي سياق آخر احتج أحد مساندي الحزب اليميني المتطرف أو الملقب بحزب "النهج الصارم" على عدم دعوة ممثل عن الحزب للمشاركة في المناظرة خاصة وأن  حزبه مصنف على أنه حزب عنصري غير مرحب به في البرامج الإعلامية والمناظرات الديموقراطية .

وتعتبر الحكومة الدنمركية أن تصرفات هذا الحزب تسعى لتقسيم المجتمع الدنمركي  كما دعا رئيس الحكومة إلى مواجهة إستفزازاته بالحجج وليس بالعنف، مع الحفاظ على حرية التعبير والرأي.

وقد طالب رئيس الحكومة الدنماركية، عبر تغريدة بثها مؤخرا على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، بعدم الانزلاق وراء الأعمال المهينة التي تستهدف فئات معينة في المجتمع الدنماركي وتكون سببا في تدمير وحدة الشعب.

ويذكر أن غاسموس بالودان رئيس الحزب اليميني المتطرف أحرق مؤخرا المصحف الكريم وسط مدينة كوبنهاكن ما أثار غضب المسلمين الذين انتفضوا ضد اليميني المتطرف وضد الشرطة الدنماركية.

ويذكر أن تنظيم المناظرات السياسية في البلدان الغربية يعتبر من أبرز وأرقى وسائل الحملات الإنتخابية المباشرة مع الجمهور والتي تعطي فكرة واضحة عن شخصية المرشح وصدق وعوده وجدية برنامجه كما تفتح المجال لانتقاد المرشحين مباشرة وطرح أسئلة عديدة لمحاصرتهم وإختبار مدى حضورهم الذهني والجسدي والعملي في ردة الفعل أمام عدة إشكاليات تعانيها مجتمعاتهم إلا أن المجتمعات العربية مازالت عاجزة عن تنظيم مثل هذه المناظرات ومنها تونس لقلة الامكانيات اللوجسيتية ولكن يعتقد كثيرون أن المشكل يكمن في عدم قبول المرشحين المواجهات المباشرة مع منافسيهم وأفراد المجتمع بديمقراطية وهدوء.

 

روبرتاج هناء السلطاني 
فيديو ومونتاج شمس كركات