في مئوية الحرب العالمية الأولى: حين أكل اللبنانيون لحوم أبنائهم..
يحتفل قادة العالم اليوم الأحد 1 نوفمبر 2018 في فرنسا بمرور100 عام على نهاية الحرب العالمية الأولى، التي بدأت في 1914 وانتهت في 11 نوفمبر 1918، وقضى خلالها أكثر من 16 مليون قتيل وما يزيد عن 21 مليون مشوّه وجريح من عشرات الجنسيات والأعراق والدول.
وقد نشر موقع العربية.نت مقالا بعنوان "حين أكل اللبنانيون لحوم أولادهم بالحرب العالمية الأولى"، وسلّط الضوء على ما أسمته "تسونامي دموي هو الأسوأ".
وأوضحت أنّ أيّا من الدول التي شاركت في الحرب أو تضررت منها مباشرة، لم تفقد خمس سكانها سوى بلد واحد فقط، هو لبنان، فمع أن أرضه "تدر لبناً وعسلاً" وفقاً لما وصفه مؤرخون قدماء، إلا أن مجاعة نادرة الاحتدام عمته بعد عام من بداية الحرب واستمرت إلى نهايتها.
وأشارت إلى أنّ ضحايا هذه المجاعة بلغ عددهم 200 ألف نسمة في بلد يعدّ مليون ساكن معظمهم من منطقة كان اسمها "متصرفية جبل لبنان" وتتمتع بالحماية الفرنسية، فيما كانت بقيته تحت الاستعمار العثماني.
جحافل الجراد التهمت الأخضر واليابس
في كتاب صدر بالفرنسية قبل 5 سنوات، ألفه مؤرخان وباحثان هما الدكتور كريستيان توتل وزميله القسيس بيار ويتوك، تّم توثيق معلومات وصور ومستندات مهمة عن المجاعة التي أصابت البلد طوال سنوات للتعرف إلى تفاصيلها.
وقاما في 2013 بنشرها لأول مرة منذ اندلاع الحرب الكونية في الكتاب الذي سمياه "الشعب اللبناني ومآسي الحرب العالمية الأولى" وفيه شرح صادم عن المجاعة التي بدأت بجحافل جائعة من الجراد وصلت والتهمت كل شيءوجعلت اللبنانيين يطلقون على 1915 اسم "عام الجراد" الذي كانت مكافحته مستحيلة، فاستوطن الجوع ومعه مسببات المرض في كل مكان.
ومما رواه المؤرخان أن الناس كانوا بفعل الجوع والأمراض"ينهارون على الأرض ويتقيؤون دماً وكانت جثث الأطفال ترمى بين أكوام النفايات وأن أحد الكهان وجد في 1917 أرملة ميتة منذ 3 أيام مع طفلها البالغ 10 سنوات والفئران قضمت أذنيهما ووجنتيهما، وكان بطن الطفل مفتوحاً".
كما يسرد الكتاب حالات أكل لحوم بشر، منها رجل "قتل طفليه البالغين 8 و10 سنوات ليقتات منهما"، في إشارة إلى أنه كان يأكل من لحمهما كل يوم.