languageFrançais

في لقائه الوفد التونسي:المالكي يتحدث عن الإرهابيين التونسيين والموصل

اعتبر نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء العراقي السابق النوري المالكي خلال لقائه اليوم بالوفد الصحفي التونسي في المنطقة الخضراء في بغداد أن التعاون بين تونس والعراق قد تحسن مؤخرا رغم انه لم يكن موجودا في السابق شأنها في ذلك شأن بقية الدول العربية.


وقال المالكي إنه لم يكن هناك تعاون بين العراق وبين كل الدول العربية بما فيها تونس في مجال مكافحة الإرهاب وأضاف أن بلاده مستعدة للتعاون مع الدول العربية في هذا المجال وفي المجال الاقتصادي وهي تبحث عن أسواق جديدة ومستعد للتعاون على سبيل المثال في المجال النفطي.


كما وجه رسالة إلى التونسيين أكد فيها الموقف الايجابي من تونس شعبا وحكومة مؤكدا أنه لا توجد إشكاليات مطروحة بين البلدين.


وبخصوص ملف المساجين التونسيين في العراق، وفي سؤال حول عدد الإعدامات التي نفذتها الدولة العراقية بالنسبة إلى الإرهابيين التونسيين نفى أن يكون له علم بالعدد ولا بعدد الموجودين في السجون العراقية.


وبين أنه في القمة العربية التي حضرها الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي تم التطرق إلى ملف المعتقلين التونسيين واعلمه المالكي أنه لا يمكن إطلاق سراح من تورطوا في قضايا قتل وتفجير، ولكن هناك البعض الآخر ممن تتعلق بهم قضايا أخرى مثل نقل السلاح وغيره تمت إحالة ملفاتهم على القضاء وتم إطلاق سراح عدد من بين المعتقلين بتهمة تجاوز الحدود بطرق غير قانونية، معتبرا أن من تجاوز حدود العراق في هذه الفترة الصعبة فان نواياه واضحة ولكن رغم ذلك اقترح تسليمهم إلى بلدانهم إن كان القانون العراقي يسمح بذلك.


وأضاف أن الشرطة العراقية عثرت على 460 جواز سفر كان مخبأ في المجاري الهوائية بأحد النزل وهي جوازات سفر تونسية وجزائرية ومن دول أخرى وطلب تسليمها إلى سلطات تلك الدول ليبحثوا ويتعرفوا على مصير أصحاب تلك الجوازات.


63 دولة تشارك اليوم في تحرير الموصل


وردا على سؤال موزاييك حول دور التحالف الدولي، بيّن نائب رئيس الجمهورية أنه في فترة توليه لرئاسة الوزراء كانت القوى الدولية على علم بوجود تنظيم داعش الإرهابي ولم تحذر العراق، ولكن بعد أن طال الإرهاب عدة دول أوروبية وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية تغير الموقف والآن  يشارك في معركة تحرير الموصل 63 دولة في إطار التحالف الدولي ويساهمون بالطائرات الحديثة وبالاستشارة ولكن المعركة في عمقها الحقيقي يقوم بها الجيش العراقي.


وبخصوص ما وصفه بـ "الأطماع التركية " في الحصول على مدينة الموصل فاعتبرها النوري المالكي غير جديدة وأضاف أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كان يتدخل في الشأن الداخلي العراقي وكأنه الوالي العثماني حسب قوله.


وقد تم نصحه بتعديل موقفه لأنهم "ليسوا بحديقة خلفية له"، ولكن حين فشلت تركيا في الالتحاق بالاتحاد الأوروبي اتجهوا نحو الجنوب وكان العراق هدفهم وحاول اردوغان استغلال بند في اتفاقية قديمة ينص على أن تكون الموصل تابعة للعراق ولكن إذا اضطرب الوضع فيها تصبح  تابعة لتركيا، وتمسك اردوغان بهذا الجزء ويعمل على خلق الاضطرابات في المدينة ليبرر اللجوء إليه، ولكنه حسب النوري المالكي تناسى ورفض الاعتراف باتفاقية "لوزان" التي أنهت التعامل بالاتفاقية القديمة.


وأوضح أن وحدات من الجيش التركي دخلت إلى العراق عن طريق كردستان واتجهت إلى الموصل لأن العراقيين الأكراد لم يمنعوها من الدخول، وهم الآن "يتربصون الفرصة ليفرضوا أنفسهم على الموصل وهذا لن تقبله دولة العراق، والجيش والحشد الشعبي مستعدان للقتال ولن يسمحا للموصل أن تتحول إلى منطقة تركية".


هناك مؤامرة لتسهيل هروب الدواعش إلى الرقة


وبالنسبة إلى فرار الإرهابيين الدواعش إلى منطقة الرقة السورية، بيّن المالكي في رده على سؤالنا أن انتهاء داعش من العراق هو بداية نهاية هذا التنظيم الإرهابي في سوريا لان هناك ترابط تاريخي بين البلدين.


وحسب قوله هناك مؤامرة تحاك اليوم، وهي انه تم تطويق الموصل من ثلاث جهات فقط ولم يطوقوا الجهة الغربية وهي التي تنفتح على سوريا مما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية اليوم تريد ترك إرهابيي داعش  ينتقلون من الموصل إلى سوريا ليحافظوا ويدعموا تواجدهم في الرقة وحلب ودير الزور، ولذلك حسب توقعه لن تكون هناك معارك عنيفة في الموصل وإنما هي أشبه بعملية تسلم واستلام، فالإرهابيون سينتقلون عبر تلك البوابة إلى المدن السورية وهذه مؤامرة تفطنت لها روسيا وهي الآن مستعدة لضرب مجموعات الدواعش التي ستتجه إلى الرقة لمنع تمددها وكسبها للمزيد من القوة في المدينة لأن ذلك سيؤثر على سوريا ككل وأيضا على العراق.


وزير خارجية عربي عرض تكوين شرق أوسط اقتصاديّ يضم الكيان الاسرائيلي


أما في الشأن العربي فأكد نائب رئيس الجمهورية النوري المالكي انه حريص على الجامعة العربية رغم علمه بأنها لا تقوم بشيء، وأضاف بأن هناك جهدا دوليا مبذولا لتفكيك الوحدة العربية والمجيء بأنظمة لا تؤمن بهذه الوحدة.


واعتبر"أن الانشغال اليوم هو بالوطن الواحد المشتت فكيف يمكن تحقيق الوحدة العربية ونحن في دولنا مشتتون" حسب تعبيره.


وقال المالكي إن هذا التشتت يخدم الكيان الاسرائلي الذي يعمل الآن على اختراق الاقتصاد العربي لمزيد تدميره، مضيفا أن وزير خارجية إحدى الدول العربية زاره في مكتبه وعرض عليه تشكيل شرقا أوسطيا اقتصاديا يضم الكيان الاسرائيلي أيضا،  وهو ما تم رفضه قطعيا ولكن طرح هذا الموضوع من قبل وزير خارجية عربي يعني وجود مساعي إلى ذلك من قبل الكيان الاسرائيلي.


الفساد وعدم وجود توافق سياسي


أما في الشأن العراقي وبخصوص ملف الفساد الذي أثار موجات غضب ومظاهرات في العراق للمطالبة بالمحاسبة والإصلاح، فاعتبر نائب رئيس الجمهورية العراقي أن الفساد في العراق هو من جهة فساد سياسي متعمد لا يرغب في التعمير، واتهم المالكي في هذا الجانب بقايا النظام السابق بذلك وبعض الجهات المرتبطة بالدول المجاورة للعراق، ومن الجهة الثانية نجد من يسرقون من أجل المال واستغلوا ضعف الدولة.


 وفي الآونة الأخيرة ونتيجة للضغط والمطالبة بالإصلاح قام البرلمان باستجواب وزيري الدفاع والمالية وتمت إقالتهم من مناصبهم وسيتم استجواب وزراء آخرين وسيتم عزل كل من يثبت تلاعبه بالمال العام ولكن رغم وجود الفساد وبحجم كبير في العراق فان ما يقال حول ذلك فيه تضخيم ومبالغة فالفساد تعاني منه كل الدول العربية.
 

موفدة موزاييك إلى بغداد: أميرة محمد