languageFrançais

القدس عروس عروبتنا..يا ترامب !

يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف في خطاب يلقيه اليوم الأربعاء 6 ديسمبر 2017  بالقدس عاصمة لإسرائيل  والإعلان أنه أمر وزارة الخارجية بالبدء في إعداد خطة لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة التاريخية حسب ما كشف مسؤولون أمريكيون.


هذا القرار المنتظر لترامب  قد يلغي سياسة أمريكية قائمة منذ عشرات السنين ويهدد بإثارة اضطرابات جديدة بالشرق الأوسط خصوصا في ظل تتالي التحذيرات الصادرة والمؤكدة بأن خطوة كهذه ستنسف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


وكانت إسرائيل احتلت القدس الشرقية عام 1967، وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة الأمريكية.  


 ويعتبر المجتمع الدولي القدس الشرقية مدينة محتلة. ويرغب الفلسطينيون في جعلها عاصمة لدولتهم. 


و في 29 أوت 1980،  صدر  قرار مجلس الأمن 478  الذي يتضمن عدم الاعتراف بالقانون الإسرائيلي بشأن القدس، ودعوة الدول إلى سحب بعثاتها الدبلوماسية من المدينة.


  وأقرّ الكونغرس الأميركي في 1995 قانونا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل"، ويطالب بنقل السفارة إليها. إلا أن الرؤساء الأميركيون المتعاقبون دأبوا بصورة منتظمة على توقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا.


و ''القدس وفقا  لقرارات الشرعية الدولية ما زالت تخضع لقرار الجمعية العمومية رقم 181 المعروف باسم قرار التقسيم لعام 1947 والذي وضع القدس والقرى المحيطة بها وبيت لحم وشريطا  يوصل بينهما تحت الإشراف الدولي ، وهذا القرار ما زال هو الوضع القانوني الوحيد المعترف به دوليا  فيما يتعلق بالقدس ، رغم احتلال القدس الغربية من قبل إسرائيل عام 1948 وضم القدس الشرقية للأردن بعد عام 1948 ومن ثم احتلال القدس الشرقية من قبل إسرائيل عام 1967''.


ويشار إلى أن ترامب قد ،أبلغ عددا من القادة العرب يوم الثلاثاء 5 ديسمبر 2017 من خلال سلسلة اتصالات هاتفية أجراها معهم بنيته نقل السفارة . قرار لم يلق الترحيب والتأييد من أي طرف وجوبه بالرفض والتحذير من خطورة الإقدام على هذه الخطوة.حيث  أبلغ ترامب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بأن خطوته المثيرة للجدل آتية، لكن دون أن يحدد موعدا لذلك.
 

ردود الأفعال

 

عباس: لادولة فلسطينية دون القدس الشرقية عاصمة لها

 

وأعلنت الرئاسة الفلسطينية مساء الثلاثاء أن الرئيس الأمريكي أبلغ عباس "نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس". وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة "يؤكد الرئيس مجددا على موقفنا الثابت والراسخ بأن لا دولة فلسطينية دون القدس الشرقية عاصمة لها وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وأشار إلى أن عباس "سيواصل اتصالاته مع قادة وزعماء العالم من أجل الحيلولة دون اتخاذ مثل هذه الخطوة المرفوضة وغير المقبولة".

 

عاهل الأردن :قرار ترامب سيؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين

 

ونقل الديوان الملكي عن العاهل الأردني إبلاغه ترامب بأن هذا القرار "سيكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وسيقوض جهود الإدارة الأمريكية لاستئناف العملية السلمية ويؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين".

 

السعودية: خطيرة تستفز المسلمين

 

وبدورها، حذرت السعودية من "تداعيات بالغة الخطورة" إذا اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت سفارتها إليها، معبرة عن قلقها "البالغ والعميق" من هذه الخطوة. واعتبرها العاهل السعودي خطوة "خطيرة تستفز المسلمين".


قلق بريطاني وفرنسي


من جهته، قال بوريس جونسون وزير خارجية  بريطانيا اليوم الأربعاء إنه يتابع بقلق التقارير عن اعتزام الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

 

وقال للصحافيين في بروكسل "فلننتظر لنرى ماذا سيقول الرئيس (ترمب) بالتحديد. لكن تعلمون أننا نتابع التقارير التي سمعناها بقلق، لأننا نعتقد تماما أن القدس يجب أن تكون جزءا من تسوية نهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

 

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد عبّر في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي يوم الاثنين 4 ديسمبر 2017، عن قلقه من إمكانية اعتراف الولايات المتحدة بصورة أحادية بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفق بلاغ صادر عن مكتبه.

 

مبعوث فلسطين: إعلان حرب

 

وقال كبير المبعوثين الفلسطينيين لدى بريطانيا مانويل حساسيان اليوم الأربعاء إن اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكون إعلان حرب.


وأضاف في مقابلة مع راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "إذا قال ما ينوي قوله بأن القدس عاصمة لإسرائيل فهذا يعني قبلة الموت لحل الدولتين.

 

وتابع: "إنه يعلن الحرب في الشرق الأوسط ويعلن الحرب على 1.5 مليار مسلم ومئات الملايين من المسيحيين، الذين لن يقبلوا بأن تكون الأماكن المقدسة تحت هيمنة إسرائيل بالكامل".

 

البابا فرنسيس: الاعتراف بحقوق الجميع شرط أساسي للحوار

 

وقال البابا فرنسيس اليوم الأربعاء قبيل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتوقع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل إن "الاعتراف بحقوق الجميع" في الأراضي المقدسة شرط أساسي للحوار.

وأدلى البابا الذي تحدث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن الأزمة أمس الثلاثاء بهذه التصريحات أمام مجموعة من الزوار الفلسطينيين المشاركين في حوار الأديان مع #الفاتيكان.

 

المنسق الخاص لعملية السلام: وضع القدس يجب أن يكون موضع تفاوض

 

وأكد المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط الأربعاء أن وضع مدينة #القدس يجب أن يكون موضع تفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال نيكولاي ملادينوف في مؤتمر في القدس "مستقبل القدس أمر يجب التفاوض عليه مع إسرائيل والفلسطينيين، جنبا إلى جنب في مفاوضات مباشرة".


الصين  تحذر

من جانبها أعربت  الصين عن "القلق" الأربعاء إزاء عزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل محذرة من "تصعيد" في المنطقة.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ في مؤتمر صحافي "نحن قلقون إزاء تصعيد محتمل للتوتر"، مضيفاً "على كل الأطراف المعنيين أن يفكروا في السلام والاستقرار الإقليميين وأن يتوخوا الحذر في أعمالهم وتصريحاتهم ويتفادوا تقويض أسس تسوية للقضية الفلسطينية ويتجنبوا التسبب في مواجهة جديدة في المنطقة".

ألمانيا تتوقع اشتباكات

وقالت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء، إن ألمانيا قلقة من اندلاع اشتباكات عنيفة في الشرق الأوسط عقب تقارير عن اعتزام الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأضافت الوزارة في تحديث لتوصيات السفر إلى الأراضي المحتلة "اعتبارا من السادس من ديسمبر 2017 ربما تخرج مظاهرات في القدس والضفة وقطاع غزة. ولا يمكن استبعاد وقوع اشتباكات عنيفة".

ونصحت الوزارة المسافرين الألمان للقدس بمتابعة الموقف عن كثب عبر وسائل الإعلام المحلية.
 

كريم وناس