languageFrançais

الكرملين: استراتيجية ترامب الأمنية تتفق إلى حد كبير مع تصورات روسيا

رحب الكرملين اليوم الأحد باستراتيجية الأمن القومي الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقال إنها تتفق إلى حد كبير مع تصورات روسيا الخاصة.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لكبير مراسلي الكرملين في التلفزيون الرسمي الروسي عندما سئل عن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة "التعديلات التي نراها تتوافق في نواح كثيرة مع رؤيتنا".

ووصفت استراتيجية الأمن القومي الأمريكية رؤية ترامب بأنها "واقعية مرنة"، وذكرت أنه يجب على الولايات المتحدة أن تحيي عقيدة مونرو التي تعود إلى القرن التاسع عشر، والتي تقول إن نصف الكرة الغربي هو منطقة نفوذ واشنطن.

وحذرت الاستراتيجية التي وقعها ترامب أيضا من أن أوروبا تواجه "محوا حضاريا"، وأن التفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا يمثل "مصلحة مهمة" للولايات المتحدة، وأن واشنطن تريد إعادة إرساء الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا.

ومن النادر رؤية مثل هذا التوافق الكبير بين موسكو وواشنطن في الجوانب الكبيرة للسياسة العالمية وذلك رغم تعاونهما بشكل وثيق عقب انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991 بشأن إعادة الأسلحة النووية من الجمهوريات السوفيتية السابقة إلى روسيا، وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

وخلال الحرب الباردة، صورت موسكو الولايات المتحدة على أنها إمبراطورية رأسمالية فاسدة محكوم عليها بالفشل، في حين وصف الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان في عام 1983 الاتحاد السوفييتي بأنه "إمبراطورية الشر" و"بؤرة الشر في العالم الحديث".

وعقب انهيار الاتحاد السوفيتي، عبرت موسكو عن أملها في شراكة مع الغرب، لكن، ومع تحرك واشنطن لدعم توسيع حلف شمال الأطلسي كما نصت استراتيجية الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عام 1994، بدأت التوترات في الازدياد، ووصلت إلى نقطة الانهيار في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تولى الرئاسة في آخر يوم من عام 1999.

ورد بيسكوف على سؤال بشأن التعهد الوارد في الوثيقة الأمريكية بإنهاء التصور بأن حلف الأطلسي تحالف يتوسع باستمرار ومنع حدوث ذلك قائلا "إنه أمر مشجع".

لكن بيسكوف حذر أيضا من أن ما قاله يشير إلى أن "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة ترى العالم بشكل مختلف عن ترامب، الذي يستخدم هذا المصطلح لوصف شبكة متجذرة من المسؤولين الأمريكيين الساعين لتقويض من يتحدون الوضع القائم، بما في ذلك ترامب نفسه.

ويقول منتقدو ترامب إنه لا يوجد شيء اسمه "الدولة العميقة"، وإن ترامب وحلفاءه يتاجرون بنظرية المؤامرة لتبرير الاستيلاء على السلطة.

ومنذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 وغزوها أوكرانيا في عام 2022، صنّفت الاستراتيجيات الأمريكية موسكو على أنها معتدية أو تهديد يحاول زعزعة استقرار نظام ما بعد الحرب الباردة بالقوة.

وقال بيسكوف لوكالة أنباء تاس الرسمية إن الوثيقة المحدثة حذفت الكلمات التي تصف روسيا بأنها تهديد مباشر، وحثت بدلا من ذلك على التعاون مع موسكو في قضايا الاستقرار الاستراتيجي.

وأضاف "نعتبر ذلك خطوة إيجابية".

وتصف استراتيجية ترامب ما تسميه منطقة المحيطين الهندي والهادي بأنها واحدة من "ساحات المعارك الاقتصادية والجيوسياسية الرئيسية"، قائلة إنها ستعزز القوة العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها لمنع نشوب صراع مع الصين بشأن تايوان.

وتوجهت روسيا إلى آسيا، والصين على وجه الخصوص، بعدما فرض الغرب عقوبات عليها بسبب حربها في أوكرانيا. وسعت أوروبا إلى الاستغناء عن النفط والغاز الروسي.

وقال ترامب في مارس  لشبكة فوكس نيوز "بصفتي دارسا للتاريخ...أول شيء تتعلمه هو أنك لا تريد تقاربا بين روسيا والصين".

(رويترز)