قطر تشيع ضحايا الهجوم الإسرائيلي
شيّعت قطر الخميس بمشاركة أميرها ستة أشخاص استشهدوا في القصف الإسرائيلي غير المسبوق الذي استهدف مسؤولين من حركة حماس الثلاثاء، وسط حراسة أمنية مشددة في مسجد في الدوحة.
وأقيمت صلاة الجنازة في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب على الضحايا وهم خمسة فلسطينيين وعنصر أمن قطري، ولُف نعش الأخير بعلم قطر والخمسة الآخرين بأعلام فلسطين، على ما أظهر البث المباشر لتليفزيون قطر.
وأغلقت في الدوحة بعض الطرقات، خصوصا تلك المؤدية إلى محيط المسجد مع انتشار كثيف لقوات الأمن الداخلي (لخويا) الذين قُتل أحد زملائهم في الضربة الإسرائيلية.

وشهدت الشوارع المحيطة بالمسجد ازدحامات سير خانقة، إذ أقيم التشييع في وقت الذروة بالعاصمة مع انتهاء دوامات العمل الرسمية للموظفين والمدارس، وقبل عطلة نهاية الأسبوع وهي الجمعة والسبت في قطر.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الداخلية القطرية في بيان عبر منصة إكس "تعلن وزارة الداخلية أن صلاة الجنازة على شهداء الاستهداف الإسرائيلي (...) ستقام عصر يوم الخميس الموافق 11 سبتمبر 2025 في جامع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وسيوارون الثرى في مقبرة مسيمير".
وقصف الكيان الصهيوني الدوحة الثلاثاء مستهدفة قادة في حركة حماس، لكن الحركة قالت إن كبار مسؤوليها نجوا.
وأوضحت حماس أن الشهداء هم هُمام نجل كبير مفاوضي الحركة خليل الحيّة، ومدير مكتبه جهاد لبّاد، إضافة إلى مرافقيه أحمد مملوك وعبد الله عبد الواحد ومؤمن حسّون.
أما عنصر الأمن القطري الذي استشهد فهو الوكيل عريف بدر سعد محمد الحميدي الدوسري.
وفي مقابلة مع محطة "سي إن إن" الأميركية الأربعاء، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه لا يستطيع تأكيد مصير الحيّة.
واعتبر رئيس الوزراء أن الهجوم أنهى كل أمل بشأن الرهائن في غزة، مؤكدا أن قطر "تعيد تقييم كل شيء" يتعلق بدورها كوسيط رئيسي في المحادثات بين الكيان الصهيوني وحماس.
وكانت الدوحة قد استضافت جولات عدة من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين.
وتستضيف قطر المكتب السياسي للحركة الفلسطينية منذ العام 2012 بمباركة من واشنطن التي سعت للإبقاء على قناة اتصال مع حماس.
وقال الشيخ محمد إنه يأمل برد جماعي إقليمي على الهجوم، وأن مؤتمرا عربيا-إسلاميا سيعقد في الدوحة لاتخاذ قرار بشأن الخطوات المقبلة.
وشكّلت الضربات الإسرائيلية الأولى في الخليج صدمة في المنطقة الهادئة عموما في الشرق الأوسط، وأثارت تنديدا دوليا واسعا.
وسبق أن دُفن رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية في قطر، بعدما اغتاله الكيان الصهيوني في طهران في جويلية 2024.
(أ ف ب)