languageFrançais

القيروان: المدينة العتيقة تصارع وجامع عقبة يواجه المخاطر

تشهد المدينة العتيقة بالقيروان حالة من الإهمال والتهميش فهنا منازل سقطت وأخرى ينهار سقفها وغيرها هجرها أصحابها دون رجعة وتحوّلت المدينة من أشكال هندسية معمارية متميزة إلى مباني آيلة للسقوط وأخرى شملتها إعادة البناء بمواد عصرية دون إحترام التسيج المعماري للمدينة.


وتواجه المساجد والجوامع والمعالم التاريخية والحضارية مخاطر حقيقية نتيجة النسيان وتهديدات منها ما هو متصل بتسرّب مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار وشبكة الماء الصالح للشرب (الصوناد) أسفل المباني ما جعلها  تتهاوى وبها شقوق متنوّعة وتصدعات متعدّدة.


ورغم تخصيص مبالغ مالية هامة من قبل الدولة التونسية والهبات الخارجية خاصة من دولة عمان والمملكة العربية السعودية لترميم وتهيئة المدينة العتيقة إلا أنها لا تزال تتطلب مزيد من العناية والصيانة ومتابعة أدق نظرا لتسجيل العديد من الاخلالات اثناء عملية الترميم خاصة بسور المدينة.


ووجّه نشطاء من المجتمع المدني نداء استغاثة في العديد من المناسبات الى الجهات المعنية بضرورة الاعتناء بالمعالم التاريخية والحضارية بالمدينة العتيقة والتسريع باصلاح الاضرار التى لحقت بيت الصلاة و الصومعة بجامع عقبة وانقاذ هذا المعلم التاريخي من الانهيار خاصة بعد نزول الأمطار الأخيرة.


وأكّدت المهندسة المعمارية بالمعهد الوطني للتراث،سهير قروية أن المعهد بصدد القيام بإصلاحات عاجلة كسدم الشقوق وتصليح الأسقف بجامع عقبة بن نافع لمنع مياه الأمطار من التسرب داخل بيت بيت الصلاة واعتبرتها تدخلات ترقيعية متواصلة في انتظار انطلاق المشروع الكبير المموّل من قبل المملكة العربية السعودية والمتعلق بتهيئة المدينة العتيقة وجامع عقبة بن نافع وتثمينه.

ويذكر أن المدينة العتيقة بالقيروان تتميز بمعالمها التاريخية المميزة وتراثها الإسلامي العريق ووقع تصنيفها سنة 1988 ضمن التراث العالمي ومساحتها حوالي 54 هكتارا وتواجه حاليا العديد من المخاطر.

 

*خليفة القاسمي