languageFrançais

جبل الشعانبي: عندما يحاكي طفل الجبل حارس الوطن..(صور)

كانت أعين أطفال منطقة القرايرية الواقعة بين جبلي الشعانبي وبوشبكة من ولاية القصرين والتي لا تفصلها إلا كيلومترات قليلة عن التراب الجزائري، تتجه صوب التعزيزات الهائلة من قوات الجيش والحرس الوطنيين التي وصلت المنطقة صباح اليوم الأحد 22 جانفي 2017 لتأمين سلامة الوفد الزائر للمنطقة التي تعتبر إحدى "خطوط النار"، من أجل تقديم إعانات رصدتها رئاسة الجمهورية للمناطق الريفية المتضررة من موجة البرد.


توقف "وائل القريري" (10 سنوات) عن اللعب حال وصول العربات والمدرعات وقوافل التبرعات. وإن اقترب أهالي المنطقة من شاحنة الإعانات و شكلوا طابورا ينتظرون وسطه  أغطية و ملابس تعينهم على مقاومة برد الشتاء الجبلي القارس، فإن الطفل وائل خيّر الاقتراب من سيارات وأرتال الجنود التي توغّلت في جبل ترجّل فيه عشرات الفرسان من حماة وطن ما يزال يقاوم الارهابيين الذين اختاروا المرور عديد المرات عبر هذه المنطقة متسللين إلى جبل بوشبكة الذي شهد أول العمليات الإرهابية منذ ما يناهز الخمسة سنين عندما روت دماء الشهيد أنيس الجلاصي أرض بوشبكة.


على بعد أمتار من هذه المنطقة، ووري جثمان الشهيد  عماد الحيزي الثرى بعد اغتياله  من قبل الإرهابيين في 23 أكتوبر 2012.


كان عون الحرس الوطني يوجه نظراته الثاقبة إلى عمق الجبل وكانت يده اليمنى موجهة نحو زناد بندقيته، فيما تواصل توزيع الإعانات على المحتاجين لمدة تقارب الساعة وتواصل معه تأمين المكان من قبل الجيش والحرس الوطنيين. في حين ما انفك الأهالي من التشكّي من غياب التنمية عن هذه المناطق فيما زادت عزلة وائل الذي جمعه حوار خاطف مع عون الحرس الوطني وأطلعنا بعد إنتهاء  الزيارة على فحواه. في حين التقطت الكاميرا عناقا حارا جمع وائل "طفل الجبل" بعون الحرس الوطني.


بعدها و بمجرد سؤالنا للعون عن فحوى حواره المقتضب مع الطفل أجابنا باختصار  شديد: " أرادني قدوة له ..فرأيت فيه ولدي الذي ينتظر بشغف عودتي  إلى المنزل ". ربما رأى عون الحرس نفسه أو ابنه في ذلك الطفل الذي رأى وطنا بأكمله يحاول حمايته من بطش عصابات الإرهاب في أرتال الجيش والحرس الوطنيين التي زارته يوم عطلته، وربما على هذا الوطن أن يحافظ بدوره على وائل و أترابه عبر عناية حقيقية بسكان سفوح جبال القصرين وغيرها من المناطق الحدودية المهمّشة أين يعيش الأهالي بين مطرقة الظروف الصعبة وسندان الإرهاب والإرهابيين.
 
برهان اليحياوي