من شاحنة فلاحية لمنصّة التتويج.. قصة أميرة رابحي بطلة العالم في بودو
من معتمدية العيون، انبثقت قصّة نجاح ملهمة لفتاة شابة تخطّت حدود واقع منطقتها. أميرة رابحي، البالغة من العمر 20 عامًا، بطلة العالم في رياضة اليوزيكان بودو، جسّدت بإصرارها قصة كفاح وتحدٍ فريدة.
بطلة العالم، تحمل في عينيها صلابة مرتفعات العيون وجبل الشعانبي المطل على القاعة التي تتدرب فيها في خمودة. لم تكن طريق العالمية معبدة أمامها، فقد كانت تتنقل إلى التدريب في خمودة، على بعد 18 كيلومترا من منزلها، في صناديق الشاحنات الفلاحية رفقة زميلاتها. لا يرافقهن بين تلك المسالك الوعرة، إلا الخطر، وعزيمةً لا تُقهر، وحلما يتحدى الحواجز والمطبات.
تعمل أميرة اليوم في محل لبيع المواد الغذائية، تقف وراء الميزان، وتتجول بين رفوف دكان صغير في منطقة العريش، من أجل بيع ما تيسّر من المنتجات لسكان الحي.
تقول البطلة: "أنا هنا لتوفير مستلزمات الدراسة والتدريب، وما يستلزمه المسار الذي اخترته". وتُتابع حديثها وهي تداعب الميدالية العالمية التي أعلنت عن ولادة بطلة من عمق المعاناة، "ضحّيتُ كثيرا.. هذه الميدالية من أجل كلّ فتاة تشبهني.. بطلات أخريات في العيون ينتظرن العناية للتحليق عاليا..".
مدربها محمد جدلي، الذي يشرف على تدريب الشباب في قاعة رياضية في خمودة، يقول إن "أميرة كسرت كلّ القواعد، وتحدّت ظرفها القاهر، وأنا اليوم فخور جدا بها. هذه القاعة، وهذا المجال الجغرافي، أنتجا أسماءً سطعت نجوما في سماء العالم مثل أميرة.. كل ما نحتاجه اليوم هو بعض الدعم..".
برهان اليحياوي