languageFrançais

سيدي بوزيد: تأكيد على ضرورة تثمين الموارد العلفية المحلية والبديلة

نظّم المركز الجهوي للبحوث الفلاحية بسيدي بوزيد، اليوم الأربعاء 25 جوان 2025، ورشة عمل وطنيّة حول "تثمين الموارد العلفيّة المحلية والبديلة لتعزيز استدامة نظم الإنتاج الحيواني"، في إطار تنفيذ مشروعيْ البحث العلمي 2024 VRRA , SBZ-VSPA وPEJC، المُموّلين تباعا من طرف مؤسّسة البحث والتعليم العالي الفلاحي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك بحضور ممثلين عن ولايات سيدي بوزيد ومدنين والقيروان وتونس، وعدد من الفلاّحين والشركات ذات العلاقة.

وأكّدت منسّقة المشروع والباحثة في المركز الجهوي للبحوث الفلاحية بسيدي بوزيد، نزيهة العايب، أنّ الورشة تهدف إلى تثمين المخلفات الزراعية  أو البدائل العلفية غير التقليدية بصفة عامّة في التغذية الحيوانية، وذلك للحدّ من كلفة إنتاج الأعلاف ولاستدامة منظومة الإنتاج الحيواني في المناطق الجافّة وشبه الجافة، في ظلّ التغيّرات المناخية المتمثّلة أساسا في تسجيل ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة من جهة وانحباس الأمطار وتذبذبها خلال السنوات الماضية من جهة أخرى، ممّا ساهم في تواصل ارتفاع أسعار المواد العلفية.

وبيّنت العايب أنّ الباحثين الفلاحيين اهتموا بموضوع الأعلاف، وعملوا على إيجاد بدائل علفية جديدة قادرة على التأقلم مع الظروف المناخية (تتميّز بنسبتي الملوحة والرطوبة اللازمتين) في إطار مكعبات وإدماجها في العلف الحيواني بمقادير محددة ومضبوطة.

وأفاد رئيس مخبر تربية الماشية والحياة البرية بمعهد المناطق القاحلة بمدنين، محمد حمادي، بأنّ المخبر المذكور يهتم بتثمين كلّ ما هو موارد علفية؛ منتجة كانت أو فواضل زراعية على غرار فواضل البيوت المحمية (فواضل الطماطم نموذجا) أو فواضل التمور في كلّ من واحات قابس والجريد وقبلي، وكذلك فواضل الزياتين في الوسط والساحل، وذلك لتكوين علائق يمكن استعمالها للحيوانات، لتلبية الحاجيات الحافظة الخاصّة بالحيوانات التي يكون إنتاجها محدودا إلى جانب صياغة أعلاف أخرى خاصّة بمخلفات الطماطم التي أثبتت التجارب أنها قادرة على المساهمة في تغذية الحيوانات المنتجة وخاصّة منها المجترات الصغرى (الماعز و الأغنام).

من جهته، أكّد دكتور باحث في مخبر المناطق الجافة والواحات سمير سلاحيق على ضرورة تثمين الأصول الوراثية للأعلاف المحلية (الفصة المعمرة والفول المصري وجلبان الطيور وعدس القرفالة وغيرها) التي أثبتت التجارب مساهمتها الفعالة في تحقيق الأمن الغذائي للحيوانات، من جهة، وتحسين المردودية الإنتاجية وتحسين القيمة الغذائية إلى جانب قابلية الهضم لاحتوائها على الملوحة والإجهادات البيئية اللازمة من حرارة وماء، وغيرهما، وفق تعبيره.

وفي السياق ذاته، بيّنت الباحثة بمعهد المناطق القاحلة بمدنين حرامي حاجي أنّ جملة من المخلفات الزراعية الأخرى، مثل قشور كلّ من الرمان والفستق تمّ استعمالها منذ حوالي 8 سنوات في إطار التجريب، بكميات قليلة في تركيبة العلف المركب وأثبتت جدواها في تحسين الحالة الصحية للحيوانات وجودة السليخة وتركيبة اللحم.

وأوصت الحاجي بضرورة تبادل الخبرات الفلاحية الخاصّة بالمواد العلفية بين ولايات الوسط والجنوب من أجل استدامة الإنتاج الفلاحي وتجاوز مشكلات الأعلاف التي ما انفكت تؤرق مربي الماشية أساسا.

أمّا محمد المنصف حمدوني، فلاح بسيدي بوزيد ورئيس اتّحاد النقابات الزراعية، أكّد على أنّ مناطق سيدي بوزيد تزخر بالمخلفات الزراعية من الخضر والحبوب والزيتون، وكذلك "السيسبانيا" و"السرقوم الأبيض" العلفيين. وبيّن أنّ هذه المخلفات أثبتت هي الأخرى جدواها في جودة اللحوم والألبان وعبر عن معاضدته المطلقة للمركز الجهوي للبحوث بسيدي بوزيد لما يتميز به من أنشطة ودراسات علمية تهتم بالعمل على تطوير القطاع الفلاحي بالجهة أساسا.

محمد صالح غانمي