سيدي بوزيد: قطاع القوارص واعد ينشد الدعم
يعد قطاع القوارص من أحدث الغراسات التي أضحت تشهدها العديد من المناطق بجهة سيدي بوزيد وصارت محل إهتمام لعدد هام من الفلاحين والمستثمرين الذين اختاروا التوجه نحو غراسة أشجار البرتقال والليمون وأضحت بذلك المساحات المخصصة لهذا النوع من الغراسات في تنام مستمر لتصل هذه السنة إلى حوالي 380 هكتارا تتوزع على 300 هكتار للكليمنتين والطمسن و80 هكتار ليمون حسب الجهات المسؤولة منها والمختصة في الفلاحة.
وتستأثر معتمدية "الرقاب" بـ95% منها فيما تتوزع المساحات المتبقية على معتمديات كل من "سيدي علي بنعون" و "جلمة" و "المكناسي".
وقدرت الصابة البدرية هذه السنة بحوالي 8 آلاف طن من الكليمنتين والطمسن، و6 آلاف طن من الليمون أغلبها مخصص للترويج الداخلي.
وأكد البشير حاجي أحد فلاحي معتمدية الرقاب لموزاييك أن قطاع القوارص شهد السنوات الأخيرة قفزة نوعية بفضل ما تتميز به الجهة من مناخ معتدل وتربة صالحة للزراعة ومياه عذبة، وما توفر من تقنيات حديثة وأساليب محكمة للري رغم رغم حداثة القطاع والتغيرات المناخية التي شهدتها البلاد التونسية عموما خاصة خلال السنوات المنقضية.
ويرى البشير أن تعاطي غراسة القوارص بدا خلال السنوات الفارطة مربحا ومشجعا على الإستثمار خاصة مع تمكن العديد من الناشطين في المجال الفلاحي من معرفة مقادير وتوقيت و كيفية إستعمال الأدوية اللازمة لذلك رغم إرتفاع أسعارها حيث وصل على سبيل الذكر، كيس نيترات البوطاس (Nitrate de potasse Dvelo) إلى 175 دينار والكالسيوم يقفز سعره من 80 دينار إلى 185 دينار في فصل الربيع شأنه في ذلك شأن ( Mospulain) الذي يصل إلى أربعمائة دينار في نفس الفصل.
وأكّد البشير أن "سعي فلاحي منطقة الرقاب إلى توفير منتوج بدري في مختلف الأسواق التونسية يستوجب بالضرورة تقنيات إضافية وهذا ما يزيد أيضا في كلفة الإنتاج لذلك يتحتم على الجهات المسؤولة مراعاة هذا الحمل الثقيل على الفلاحين والتدخل من أجل إعانتهم وكذلك تكثيف حملات المراقبة على الأدوية والمستلزمات الفلاحية والمشاتل إلى جانب ضرورة دعم الفلاحين بإيجاد حلول للضغط على تكلفة الإنتاج لتحقيق هامش ربح يضمن للفلاحين العيش الكريم وديمومة هذا القطاع الواعد بالجهة لما له من أهمية إقتصادية وإجتماعية بالجهة
واعتبر الحبيب العابدي المختص في تقليم غراسات القوارص بجهة الرقاب أن السبيل الوحيد للنهوض بها القطاع يتمثل في ضرورة تأهيل اليد العاملة المختصة والتحكم الجيد فى التقنيات الزراعية وعدم الإستعمال المكثف للأسمدة والأدوية والري للضغط على إرتفاع كلفة الإنتاج والعمل على التنظم في إطار مجامع تنموية لضمان جودة المنتوج والرفع من المردودية وتأهيل المستغلات ودعوة وتركيز منصات تسويق و تصدير وفق المواصفات العالمية.
وقال العابدي ان صعوبات كبيرة تواجه الفلاحين في الرقاب وفي سيدي بوزيد عموما سببها التغيرات المناخية وإرتفاع درجة الحرارة التي أثرت سلبا على الشجرة وتسببت في إنتشار عديد الحشرات وجب التدخل للقضاء عليها بالأدوية التي شهدت أسعارها إرتفاعا صاروخيا وغير مسبوق ليتضاعف أكثر من 300 % في بعض الأدوية ولا سيما في ما يتعلق بمبيدات حشرة " حافرة الأنفاق" التي أصابت القوارص من شمال البلاد إلى جنوبها.
أما طارق الرقيق فلاح بجهة الرقاب فيرى أن قطاع القوارص يواجه عدة صعوبات تحتم على الجهات المسؤولة والمختصة تحفيز ودعم صغار الفلاحين بمنح تشجيعية والتدخل للحد من إرتفاع تكاليف إنتاج القوارص من أدوية ومشاتل و أسمدة.
واضاف أن منتجي القوارص بالرقاب عانوا خلال السنوات الأخيرة من التغيرات المناخية التي تميزت بارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الخريف و نقص الأمطار التي أدت الى ظهور بعض الامراض التي أضرت كثيرا بأشجار القوارص مما دفع الفلاح الى التدخل من خلال استعمال كميات كبيرة من الأدوية رغم ارتفاع ثمنها وكميات إضافية من الماء وهو ما ضاعف في تكاليف التيار الكهربائي وتضاعف كلفة الهكتار الواحد حوالي 3 مرات مما عمق معاناة الفلاح وأثر سلبا على هامش ربحه ليصبح عاجزا في بعض الأحيان حتى على إسترجاع نفقاته في ظل غياب شبه كلي للدولة التي لم تتدخل لوضع حد لمعاناة صغار الفلاحين بصفة عامة و لخلق أسواق عالمية من شأنها أن تخفف من معاناة الفلاحين الذين أصبحوا يبيعون منتوجاتهم بالخسارة .
من جهتها ذكرت إيمان حاجي عاملة في القطاع الفلاحي، أن ظروف العمال في قطاع القوارص من إناث و ذكور تتأثر هي أيضا بالتغيرات المناخية فإذا كان الطقس ممطرا و الصابة وفيرة ترتفع مداخيل العمال و إذا انقلب الطقس و أثر على الإنتاج بصفة سلبية تهزل المداخيل بتقلص أيام العمل.
وأضافت أن المناخ هو الذي يتحكم في ظروف الفلاح و المنتوج و كذلك العمال
وأكدت إيمان أن الأضرار المتأتية من التقلبات المناخية تطال الفلاح بدرجة أولى والعامل بدرجة ثانية خاصة في ظل تواصل ارتفاع أسعار الأدوية والأسمدة والمحروقات.
واضافت أن أغلب فلاحي الرقاب لم يجدوا طريقة مثلى تمكنهم من الأرباح المنشودة بسبب الأمراض التي تصيب الغراسات، خاصة أن تجربتهم مع كروم العنب خيبت آمالهم و عصفت بجهودهم و تسببت في خسارة العديد منهم الشيء الذي أجبرهم على إزالة حقول بأكملها من أشجار العنب وحرقها، قام البعض بتعويضها بغراسات أخرى على غرار القوارص أو غراسة الزياتين " المهجنة " وفيهم من عزف عن تعاطي كل الأنشطة الفلاحية .
* محمد صالح غانمي