أهمية الذكاء الاصطناعي لا تخفي مخاطرهُ على الأسرة.. فأيّ تحديات؟
شدّد وزير تكنولوجيات الاتّصال، سفيان الهميسي، الاثنين 11 أوت 2025، على أهمية البحث العلمي في مجاليْ الأسرة والمرأة، مثمنا اختيار وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ موضوع مسابقة هذه السنة بعنوان "مستجدّ واستراتيجيّ، ألا وهو: "دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرات"، تماشيا مع التّحوّلات العالمية".
الذكاء الاصطناعي دخل بيوتنا ويعيش بيننا ومع أطفالنا أكثر منا
واعتبر أنّ الذكاء الاصطناعي ليس بحثا علميا فقط، بل هو ضيف دخل كلّ البيوت التونسية، وأصبح يعيش بيننا ومع أطفالنا أكثر مما يعيشون معنا ومع عائلاتهم، حسب تصريحه على هامش تتويج 3 باحثات تونسيات في موكب تسليم جائزة أفضل بحث علمي نسائي بعنوان سنة 2025 بمقر الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، بالعاصمة.
وشدّد على أنّ الذكاء الاصطناعي هو موضوع استراتيجي لدى الوزارة أولا لان الذكاء الاصطناعي فرصة تاريخية يمكن استغلالها لحسن تموقع تونس المتميز في المنطقة وعالميا، خاصّة مع توفّر كلّ المتطلبات لخلق صناعة ذكية منها الموارد البشرية ونسب المتمدرسين والوعي ونسب النفاذ للإنترنت والبنية التحتية رغم متطلبات تحسينها أكثر وأكثر، إضافة إلى الإطار القانوني لحماية المعطيات والتصرف في البيانات وحماية الفضاء السيبرني ومقاومة الجرائم الالكترونية.
وبيّن أنّ هذه الجوانب الإيجابية للذكاء الاصطناعي لا يجب أن يخفي التحديات والمخاطر المطروحة من استخداماته. واعتبر أنّ الذكاء الاصطناعي فرصة، لكن له تحدّياته خطيرة على الأسرة، لذلك اختارت وزارة تكنولوجيات الاتّصال شعار الاستراتيجية الوطنية "تطوير الذكاء الاصطناعي مسؤول وفي خدمة الإنسان"، خاصّة بالنظر إلى الفيديوهات بمواقع التواصل الاجتماعي التي تجاوزت التركيب إلى نسخ حقيقي للأصوات والأشخاص وتدويلها وتأثيرها على الأسرة.
ملفات خطيرة ومُحزنة لتلاميذ أنتجوا فيدوهات مفبركة بالذكاء الاصطناعي
وأشار إلى وجود عدّة ملفات "خطيرة ومحزنة" تتعلّق بتلاميذ ببعض المعاهد لإنتاجهم فيديوهات مفبركة بالذكاء الاصطناعي ضدّ زملائهم في إطار الهزل والضحك وتأثير ذلك على بعض المراهقين وعائلاتهم وسرعة نشر والتداول السريع لمثل تلك الفيديوهات وفي وجود قضايا يصرح التلاميذ بأنّه تمّ إنتاجهم في إطار الهزل والضحك.
وشدّد على أنّ هذه التحديات تفرض مع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي إلى وضع إستراتيجية للتوقي من التمظهرات الجديدة للذكاء الاصطناعي اليوم وطرح هذه المسالة للنقاش. كما تمّ فتح النقاش حول ظهور الإنترنت وطبق القمر الصناعي لاستقبال بث القنوات التلفزية في فترات سابقة، معتبرا أنّه من المهم تنمية القدرات في مجال استخدام وفهم استعمالات الذكاء الاصطناعي انطلاقا من والأسرة نواة المجتمع وخطّ الدفاع الأول على البلاد خاصّة أمام التحديات الكبرى اليوم، هي الاستعمالات غير المسؤولة للذكاء الاصطناعي.
وأكّد على امتلاك تونس الكفاءات التونسية القادرة على إيجاد حلول وألعاب تونسية ومنصات تحميهم من اللجوء إلى استخدام ألعاب وتطبيقات أجنبية تحمل أفكارا هادمة، ووضع تطبيقات تقدم المعلومة التاريخية الصحيحة وغيرها لأطفالنا عوض اعتماد التطبيقات الحالية الغير موثوقة في معلوماتها وطرق تصرفها في المعطيات التاريخية للدول والأفراد.
ضرورة تكوين الأولياء والأستاذة الجامعيين بمنافع ومضار الذكاء الاصطناعي
وأشار إلى أهمية برنامج حماية الأسرة في الفضاء السيبرني للوزارة من أجل تكوين الأولياء في هذا المجال ليحسنوا التصرّف مع أبنائهم حول استخدامات هذا الفضاء وتوجيههم نحو المفيد في هذا الفضاء وحماية أنفسهم من السيئ مع ضرورة توعية الجامعيين بالمخاطر والفوائد وتمكينهم من هذه التكنولوجيات لتوعية المتخرجين، خاصّة المربين الجدد ليقوموا بدورهم تجاه الأجيال الجديدة ومواكبة الذكاء الاصطناعي الإيجابي تفاديا لخلق فجوة رقمية جديدة لكن بحذر، مشيرا إلى ظهور تطبيقات متطوّرة وجيدة لمؤسّسات ناشئة تونسية تقدم دروسا تكوينية فردية لكلّ شخص حسب ذكائه وقدراته.
ودعا وزارة المرأة إلى وضع استراتيجية واضحة حول الاستعمالات المسؤولة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لفائدة المواطن التونسي، انطلاقا من الأسرة، حسب تصريحه على هامش تتويج الفائزة بالجائزة الأولى وهي الدكتورة آمنة حريقة عن إنجازها لـ"منصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لأبحاث العلاجات المضادة لمسبّبات الأمراض" والفائزة بالمرتبة الثانية الباحثة سلوى سحنون والفائزة بالمرتبة الثالثة الباحثة دالية العشّ.
هناء السلطاني