languageFrançais

من الجَيْبِ إلى العالم.. كيف غيّرت الهواتف قواعد التصفح الرقمي؟

باتت الأجهزة المحمولة الوسيلة الأساسية للوصول إلى المحتوى عبر الإنترنت، متفوقةً بشكل واضح على أجهزة الحاسوب المكتبية، خاصة عند التصفح عبر محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي.

وحسب الإحصائيات، فإن 96% من الزيارات التي تتم عبر القنوات الاجتماعية تتم باستخدام الهواتف المحمولة، مقابل 4% فقط عبر أجهزة الكمبيوتر، وفق ما كشفه تقرير صادر عن مؤسسة Medianet تحت عنوان " Medianet Insight Day 2 édition-2025".

بيئة العمل والاستخدامات اليومية

كما أنّ 76% من عمليات التصفح عبر محركات البحث تتم كذلك عبر الأجهزة المحمولة، مقارنةً بنسبة 24% عبر الحواسيب المكتبية، أما بالنسبة للزيارات القادمة عبر الإحالات (Referral)، فالغلبة أيضًا للهواتف المحمولة بنسبة 65%، مقابل 35% لأجهزة الكمبيوتر.

وفيما يتعلق بالوصول المباشر إلى المواقع الإلكترونية، تبقى أجهزة الكمبيوتر متفوقة، حيث تحقق 66% من هذه العمليات، بينما تشكل الهواتف المحمولة 34% فقط.

ويوضح التقرير أن استخدام الهواتف المحمولة أصبح الخيار المفضل للوصول السريع إلى المحتوى الرقمي، خاصة عند البحث أو التفاعل عبر الشبكات الاجتماعية. في المقابل، تظل أجهزة الكمبيوتر أداة رئيسية في حالات الوصول المباشر إلى المواقع واستخدامها بشكل منتظم، مما يعكس استمرار دورها الحيوي في بيئة العمل والاستخدامات اليومية المستقرة.

محركات البحث والإنترنت

ويكشف ذات التقرير أن محركات البحث لا تزال تمثل القناة الرئيسية للوصول إلى الإنترنت عبر جميع الفئات العمرية، مع تفاوت نسبي في نسب الاعتماد عليها بحسب السن.
وبحسب الإحصائيات، فإن نسبة الاعتماد على محركات البحث تبلغ ذروتها بين فئة الشباب من 18 إلى 24 سنة بنسبة 80%، فيما تتراجع هذه النسبة تدريجيًا مع تقدم العمر لتصل إلى 67% لدى الفئة التي تزيد أعمارها عن 65 عامًا. 

أما الفئات العمرية الأكبر سنًا (55 سنة فما فوق)، فتُظهر ميلاً أكبر للوصول المباشر إلى المواقع (Direct)، مقارنة بالشباب الذين يعتمدون بنسبة أكبر على شبكات التواصل الاجتماعي للوصول إلى المحتوى.

أنماط سلوك مختلفة

يُلاحظ أنّ الشباب، رغم تواجدهم المكثف على وسائل التواصل، يستهلكون المحتوى غالبًا داخل التطبيقات دون اتباع الروابط الخارجية، وهو ما يعرف بسلوك الاستهلاك داخل التطبيق (in-app consumption).

ويُوضّح التقرير أنّ شبكات التواصل الاجتماعي تُسجّل أعلى معدلات استخدامها لدى الفئة العمرية 18-24 عاما، بينما تظل مساهمتها محدودة نسبيا في حركة الويب لدى الفئات الأكبر عمرًا. 

في المقابل، ترتفع نسبة الوصول المباشر للمواقع مع التقدّم في السنّ، مما يعكس أنماط سلوك مختلفة في تصفح الإنترنت بين الأجيال.

صلاح الدين كريمي