languageFrançais

حكومة كفاءات مستقلة: بين الشّجب والمباركة.. مع التّحفّظ!

سلّط برنامج ميدي شو اليوم الثلاثاء 11 أوت 2020 الضوء على قرار المكلف بتشكيل الحكومة هشام المشيشي القاضي بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة عن الأحزاب، وحظوظ نيلها الثقة في البرلمان. 

واستضاف بالمناسبة الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري والنائب عن الكتلة الديمقراطية والقيادي في حركة الشعب هيكل المكي ورئيس كتلة تحيا تونس مصطفى بن أحمد.

وتحدث عماد الخميري بالمناسبة عن موقف حركة النهضة، قائلا إن الحركة تريد حكومة وحدة وطنية سياسية مسنودة من البرلمان ومرجعيتها نتائج انتخابات 2019، لافتا إلى أنهم اتفقوا مع هشام المشيشي على مواصلة المشاورات.

ولفت إلى أن ممثلي الحركة استعرضوا مخاطر الحكومة المستقلة خلال الاجتماع الذي جمعهم بالمشيشي اليوم، كما كان الاجتماع مناسبة لتبادل وجهات النظر، واتفقوا جميعا على مواصلة المشاورات لمزيد تقريب وجهات النظر والتفاعل مع المكلّف بتشكيل الحكومة، على حد تعبيره.

وتابع في هذا الإطار ' شرط العلاقة بالأحزاب قائم وذكرنا المشيشي بأن الحكومات المستقلة جُرّبت وإخفاقاتها كانت واضحة.. والطريق أمام حكومة الكفاءات محفوفة بالمخاطر، إذا ما الذي سيدفع الأحزاب في البرلمان إلى دعمها؟'

وتحدث ضيف ميدي شو عن أرضية دفع حكومة المشيشي، قائلا إن موقف النهضة سيكون مبنيا على مقترح المشيشي النهائي وستتفاعل إيجابيا مع ما سيقترحه. وقال في هذا الإطار ' هنالك صيغ للتوافق والاهم هو الرفاه للتونسيين..'

هيكل المكي: 'أنا ما حكمتش 9 سنين باش نتعاقب'

من جهته، اعتبر النائب عن الكتلة الديمقراطية والقيادي في حركة الشعب هيكل المكي أن 'حكومة مستقلة متكونة من كفاءات' هي فكرة جذابة وعميقة لأنها مبنية على ما شهدته البلاد مؤخرا، معتبرا أن الشعب ينتظر حكومة انجاز حقيقية وحلولا عجز على تنفيذها من يكونون المشهد السياسي بعد انتخابات 2019.

وأضاف 'لدينا مخاوف تتمثل في ترصد بعض الأحزاب لهذه الحكومة ومحاولات للتأثير على استقرارها ونعتبر أنه من الممكن أن نقدم حكومة كفاءات ودون حزام سياسي، ودون النهضة لأنه علينا أن نعاقبها ديمقراطيا.. لقد بلغنا حالة مزرية، هنالك من حكم وفشل ولكن مصر على الاستمرار في الحكم..'

كما تحدث ضيف ميدي شو عن وجود بعض المخاوف والمتمثلة بالأساس في غياب الاستقرار الكافي لضمان عمل الحكومة في ظل غياب حزام حزبي، معتبرا أن اختيار المشيشي لحكومة مستقلة تضمن إقصاء لجميع الأحزاب ..'

وقال في هذا الإطار 'أنا ما حكمتش 9 سنين باش نتعاقب.. نحن في حاجة إلى هدنة حقيقية، وأنبه في هذا الإطار من وضع كل الأحزاب في سلّة واحدة.. مش الأحزاب لكل مسؤولة على الفشل في البلاد.'

مصطفى بن أحمد: 'أتوقّع مفاجأة السهرة..' 

أما رئيس كتلة تحيا تونس مصطفى بن أحمد، فقد اعتبر أن يحدث منطقي وأنه يتوقع 'مفاجأة السهرة'، وفق تعبيره، مضيفا 'أستغرب حملات التّشكي والتبكي والحديث عن وجود انقلاب ، فالحزب الفائز والأول كانت أمامه فرصة تطبيق الوحدة الوطنية، وأقصى من يريد وقبل باللعبة بادئ الأمر لكنه اليوم أصبح رافضا لذلك وتذكّر أنه يريد حكومة وحدة وطنية..'

كما اعتبر ضيف ميدي شو أن ما يقدمه هشام المشيشي اليوم جاء بناء على فشل مسارين، قائلا ' طالما الأمور لا تتم خارج المجلس فهذا ليس انقلابا، إما قبول الحكومة أو الدخول في انتخابات أخرى.. لماذا إذا التبكي والتشكي؟' 

وبين أن حكومة المشيشي ستكون حكومة انجاز اقتصادي، ولن ترفع شعارات فكرية وسياسية وإيديولوجية، بل هي لإيقاف النزيف الذي تعيشه البلاد.. لكن فما ناس ماهانش عليها تغادر الحكم .. حان الوقت اليوم لجميع الأحزاب أن تراجع دورها وأيضا أن تعيد النظر في قواعد اللعبة فيما بينها، هي فرصة والكفاءات مش جايين من المريخ، هم تونسيون ..''