فتحي باشاغا: دور تونس في الملف الليبي مهم
أكّد فتحي باشاغا وزير الداخلية الليبي في ميدي شو الثلاثاء 3 مارس 2020 سعي الحكومة المعترف بها دوليا إلى ايجاد حلّ للوضع في ليبيا بمشاركة مختلف الأطراف.
وشدّد على رغبة الحكومة الليبية برئاسة فائز السراج في إقامة دولة وفق المعايير الحقيقية من خلال التصدي للميليشيات والعصابات المسلحة التي تمتهن الخطف والإبتزاز.
وأكّد جاهزية الليبيين للمصالحة، بمن فيهم المسؤولين في الشرق الليبي، مشيرا أنّ ما يحول دون تحقيق المصالحة هو طموح حفتر ''غير المعقول'' وتدخّل بعض الدول.
وأكّد على أهمية دور تونس في الملف الليبي، معتبرا أنّ تونس يجب أن تكون قريبة من هذا الملف بما أنّ الوضع في ليبيا ينعكس بشكل مباشر على تونس.
وأضاف بأنّ نجاح حكومة السراج في اجتثاث داعش في سرت وتحقيق نوع من الإستقرار ساهم في الإستقرار الأمني بتونس، مشيدا بمستوى التعاون بين البلدين على المستوى الأمني رغم الصعوبات.
وعرّج في حديثه عن غياب تونس عن مؤتمر برلين، وقال في هذا السياق إنّ حكومة فايز السراج أصرّت على مشاركة تونس في اجتماع برلين وحضورها على طاولة المفاوضات الرئيسية ولكن بعض الدول تعنّتت ورفضت هذا الحضور، وفق تصريحه.
وأشاد في نفس السياق بإيجابية تونس في التعامل مع الملف الليبي . وقال بهذا الخصوص: ''منذ 2011 إلى الآن لم نر دولة تعامل الليبيين مثل تونس''
وانتقد باشاغا تواصل التصعيد العسكري رغم اعلان الأمم المتحدة وقف اطلاق النار، معبّرا في الآن نفسه عن أسفه لاستقالة غسان سلامة المبعوث الأممي إلى ليبيا الذي تعرض لضغط كبير بسبب الإنقسام بين دول العالم، حسب قوله.
وأضاف بأنّ العدوان العسكري الذي تتعرّض له طرابلس منذ أفريل الماضي أربك العملية السياسية والإستقرار الأمني، مضيفا أنّ ما زاد في تعقيد الوضع هوّ تدخل الدول الإقليمية والأجنبية.
تهديد حفتر بالسيطرة على المعابر الحدودية مع تونس
وفي سؤال يتعلّق بتهديد حفتر بالسيطرة على المعابر الحدودية مع تونس، قال باشاغا إنّه ليس بإمكان حفتر السيطرة على هذه المعابر وأنّه فوّت على نفسه الفرصة في أفريل الماضي، وفق قوله.
وأشار من جهة أخرى إلى تواصل النشاط في مطار معيتيقة رغم تعرّضه إلى القصف مما يعطّل مصالح المواطنين الذين يتنقلون للعلاج في تونس والأردن. وأشار في هذا الخصوص إلى تضرر 3 طائرات جراء القصف.
تدخل تركي لإحداث التوازن
وتطرق ضيف ميدي شو إلى العلاقة بين حكومة الوفاق وتركيا التي وقعت مع الطرف الليبي مذكرة تفاهم أثارت جدلا واسعا. وقال ضيف ميدي شو إنّ هذه المذكرة تهدف إلى احداث نوع من التوازن وحماية العاصمة وسكانها من القصف، مشير إلى أنّ هذا التوازن سيجبر حفتر والجميع على الذهاب إلى طاولة المفاوضات.
ليبيا وتونس... مساران مختلفان
وفي حديثه عن الوضع في ليبيا وتونس قال باشاغا إنّ مسار التغيير في ليبيا كان مختلفا عن تونس، مضيفا أنّ التغيير في ليبيا كان عنيفا وليس كما حدث في تونس التي لديها مؤسسات قوية ومتماسكة واستطاعت بعد التحرر من الإستعمار بناء مؤسسات وطنية وأمنية قوية، ولكن الأمر كان مختلفا في ليبيا حيث أنّ مؤسسات الدولة لم تكن قوية وبمجرد حدوث التغيير دخل الليبيون في دوامة العنف والقتال زاد في حدتها تدخل بعض الدول.
عودة العلاقات مع فرنسا
وبخصوص الخلافات بين حكومة الوفاق وفرنسا، قال فتحي باشاغا إنّ فرنسا غيرت من نهجها وسياستها تجاه ليبيا وكانت تدعم حفتر دعما كاملا سياسيا وعسكريا وهو ما لا يمكن قبوله حسب تعبيره.
ولكن حدث تغيّر في الموقف الفرنسي مؤخرا بعد توقفها عن دعمه عسكريا رغم أنّها ما تزال تدعمه سياسيا، وهو ما سمح بإستعادة الحوار معها على قاعدة المصالح المشتركة.
وكشف باشاغا في هذا الخصوص عن زيارة سيؤديها خلال مارس الجاري إلى فرنسا حيث سيلتقي مسؤولين من أعلى مستويات والتوقيع على بعض الإتفاقيات العقود.
مصير سفيان ونذير
وفي علاقة بملف سفيان ونذير المختفيان في ليبيا منذ عدّة سنوات قال وزير الداخلية الليبي إنّ النائب العام ما يزال يتابع التحقيقات، معتبرا أنّ الاستقرارالأمني سيسهل ظهور الحقيقة.