languageFrançais

أزمة ''الكنام'' ومسدي الخدمات الصحية: الأسباب والحلول

أوضح رئيس النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص  سمير شطورو في برنامج ميدي شو اليوم الخميس 12 ديسمبر 2019، أنّ العلاقة بين مسدي الخدمات الصحية والكنام هي علاقة تنبني على اتفاقية قطاعية تمت صياغتها منذ 2007 ويتم تجديدها كل 3 سنوات.

وأضاف أنّ النقابة قرّرت السنة الفارطة عدم تجديد الاتفاقية بطلب من جميع مسدي الخدمات الصحية (المخابر بكل اختصاصاتها وأطباء وصيادلة) بسبب عدم تطبيق الكنام لعدة بنود في الاتفاقية وعدم تحيين بنودا أخرى.


ولفت إلى أنّهم قاموا السنة الفارطة بعقد عدة جلسات جمعتهم بالكنام ووزارة الإشراف للتمديد في الاتفاقية بسنة والتزمت الكنام في المقابل بإجراء دراسة تقييمية لمنظومة التأمين على المرض عن طريق مؤسسات محايدة وعن طريق تمويل أجنبي وتحديدا الاتحاد الأوروبي.

كما التزمت بالترفيع في سقف علاج المضمون الاجتماعي الذي حدّد بـ 200 دينار منذ 2007، إضافة إلى توسعة قائمة الأمراض المزمنة والعمليات الجراحية التي يتكفّل بها الصندوق، اعتبارا لانتشار أمرض لم تكن موجودة وإدماج الحالات الاستعجالية لأنّ المواطن يحتاج إلى الكنام في هذه الحالات، حسب تعبيره  

وتم الاتفاق أيضا على مراجعة أتعاب الأطباء التي لم تتم مراجعتها منذ 2008 وتقليص مدة خلاص الأطباء (أقل من 80 يوما) .

وأكّد ضيف ميدي شو أنّ الأمر لا يتعلّق بمقاطعة الكنام بل بانتهاء آجال الاتفاقية، متابعا '' كنا نأمل في تفاوض جدي مع الكنام لكن الصندوق اعتمد سياسة التسويف ليتم مؤخّرا إعلامنا بأنّه لن تتم مراجعة الاتفاقية إلاّ بوجود دراسة تقييمية وذلك لن يتم أيضا إلاّ بعد انتهاء آجال الاتفاقية''.

وبيّن أنّ النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص طلبت من وزارة الشؤون الاجتماعية عقد جلسات تفاوض لكنّها لم تتلق أي ردّ، متابعا'' ورغم ذلك سنواصل في طلب اللقاء حتى نجد مخرجا لأنّ الأمر يهم 7 ملايين تونسي منخرط ''.

أما بخصوص دعوة الكنام إلى مراعاة التوازنات المالية للبلاد ووضعية الصندوق، قال '' هذه مسألة مهمة جدا لأنّه يتم شهريا اقتطاع جزء من راتب المواطن التونسي بعنوان التأمين في غياب أي معلومة حول مصير هذه الأموال المقتطعة''  .

وأضاف ''نحن متشبثون بمنظومة التأمين على المرض، وندعو الطرف الآخر إلى التفاوض بجدية للخروج من هذه الأزمة والتفكير أولا في مصلحة المواطن التونسي''.

كيف ردّ الصندوق الوطني للتأمين على المرض؟

من جانبه، اعتبر عبد العزيز السبيعي الناطق باسم الصندوق الوطني للتأمين على المرض، أنّ الأمر معقّد وأنّ مخرجات اتفاقية تمت صياغتها من 2007 يحتاج إلى الكثير من الوقت.

وأكّد أنّ مصلحة المواطن من أولويات الصندوق تليها مصلحة مسدي الخدمات الصحية، مشيرا في هذا السياق إلى أنّ التفاوض لم يتوقّف وأنه تم تحديد روزنامة اجتماعات ستنطلق بداية من 15 ديسمبر، وسيتم خلالها التطرق إلى جميع النقاط التقنية التي تخص الاتفاقية في انتظار انتهاء الدراسة التقييمية .

واعتبر أنّ الجميع مطالب بالتضحية حتى تنفرج الأزمة، اعتبارا للوضعية المالية للصندوق والتوازنات المالية للبلاد بصفة عامة.

وأوضح في ردّه على تصريحات رئيس النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص  سمير شطورو بخصوص الاقتطاع من أجور المنخرطين بعنوان التأمين على المرض، ''أنّ الكنام تتكفل أحيانا بأمراض ثقيلة ومزمنة قد تصل تكلفها 12 ألف دينار للمريض الواحد''.

وفي الختام قال ضيف ميدي شو ''نحن نطمح إلى إيجاد حلول مع مسدي الخدمات الصحية لأنّهم مواطنون تونسيون ونفكّر أيضا في مصلحتهم ''.