languageFrançais

ماذا يحدّد تصويت التونسي: برامج أم كفاءات أم رموز العهد السابق

قال المحامي والناشط السياسي لزهر العكرمي في برنامج ميدي شو اليوم الاثنين 22 أفريل 2019 إنّ المشهد السياسي عند الناخب بات غامضا لأنّ الخطابات والبرامج الموجودة غير معمقة وسطحية وأحيانا تكتسي شحنات من الشعبوية.

وأضاف أنّ الحرمان من العمل السياسي في تونس لمدة 70 سنة جعل الوضع على ما هو عليه اليوم، مبيّنا أنّ الساحة السياسية منقسمة إلى 4 أقطاب: قطب إسلامي وقطب قومي سياسي وقطب ليبرالي وقطب النظام السابق "لكنّ غربال الانتخابات سيصفي في النهاية" وفق قوله.

وعن توقعاته بخصوص النتائج التي ستفرزها انتخابات 6 أكتوبر القادم، أكّد العكرمي أنّ 3 أحزاب فقط ستتحصل على الجزء الأكبر من الأصوات، مرجّحا أن لا تنجح الانتخابات في تشكيل الحكومة وبالتالي سيقع إعادتها بعد 6 اشهر.

بعد ثورة 14 جانفي هناك مستفيدون وخاسرون
 
وأكد أن نسبة المشاركة ستكون كبيرة عكس التوقعات رغم الوضع السياسي الحالي والضبابية التي تطغى على المشهد، معتبرا أنّ الانقسام العمودي بين القوى السياسية سيعصف بالأحزاب بما في ذلك حركة النهضة.

وشدّد ضيف ميدي شو على انعدام الكذب والسرقة والتعويل على رأس المال الفاسد في عالم السياسة بالدول المتقدمة "ومن يدخل في هذه البوتقة يُقال فورا، وهذا لا يطبق في بلادنا". 

واعتبر أنّ في تونس وبعد ثورة 14 جانفي هناك مستفيدون وخاسرون ما يعني "إن كان المستفيدون هم الأغلبية سنتّجه إلى النجاح والاقتصاد الوافر وان كان الخاسرون هم الأغلبية سيضربون كل مفاصل الدولة لبث الفوضى والشكّ".

وقال لزهر العكرمي "هناك هواة في السياسة يقضون سنوات على رأس الإدارة والدولة ثم يفشلون عندها يعود رموز النظام السابق متنكرين لبث خطاب بث الفوضى لكنهم يفشلون لأنه لا يمكنهم التعرف على الواقع بعد أن فقدوا السطوة اثر ذلك تأتي مرحلة أخرى لبناء الاستقرار". 

غياب الكفاءات وإبعادهم أزّم الوضع

من جانبه اعتبر المحامي عماد بن حليمة، أنّ المشكل السياسي في تونس ليس في البرامج بل في من سيطبقها.

واعتبر أنّ غياب الكفاءات وإبعادهم عن مناصب أخذ القرار ما تسبب في مزيد تأزّم الوضع، مشدّدا على ضرورة التعويل على الخبرات وأبناء الإدارة التونسية لتحقيق البرامج التي لم تنفذ.

واستغرب بن حليمة من محاولات شيطنة الكفاءات والخبرات بتعلّة أنهم أزلام النظام السابق، وفق تعبيره. 

وتابع "من يتساءل لمن سيعطي صوته في الانتخابات يجب أن يطرح السؤال التالي من سيخدمني ويحسّن معيشتي وليس من سيوفر لي الحرية لأن الحرية موجودة حتى أنها بلغت درجة من الفوضى وكذلك الأمر بالنسبة الديمقراطية... تونس ليست في وضع اقتصادي مريح وبالتالي المشكل في إدارة الشأن اليومي".

وأشار إلى أنّه لا يمكن اختزال تونس في أحزاب النهضة ونداء تونس وتحيا تونس واعتماد فزاعة "أزلام النظام السابق" لأن الفشل الراهن سببه التعامل مع السلطة بعقلية الغنيمة.

المشهد السياسي منقسم إلى 3 أجزاء

من جانبه صرّح أستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك أنّه في حيرة لمن سيمنح صوته في الانتخابات القادمة مثل كل التونسيين ولم يحدّد بعد مرشّحه بسبب الضبابية الكبيرة في المشهد السياسي الراهن.

وأقرّ أنّ حيرة الناخبين نتيجة غياب البرامج ولأن الطبيعة تخشى الفراغ وفي حال غابت البرامج والرؤى تحضر أشياء أخرى الى حد الخروج من مسالة التنافس السياسي إلى معركة وجود بين شرائح المجتمع التونسي، لافتا إلى أنّ المسألة متعلقة بمحاور الاستقطاب المهيمنة على المشهد السياسي التونسي.

وأشار ضيف ميدي شو إلى أنّه في كل دول العالم المحاور التي تستقطب المواطنين هي المسألة الاقتصادية والاجتماعية والخيارات وهناك خطوط تناقض أخرى تظهر عرضية وهي ثانوية تحتل المشهد مؤقتا ثم تختفي لتترك مكانها للاستقطاب الحقيقي، قائلا " نحن ديمقراطيتنا ناشئة وصغيرة والمواطن مضطر للتصرف في 3 استقطابات متزامنة هي السياسي حول المسألة الديمقراطية (انقسام حول استكمال المسار الديمقراطي أو الرجوع إلى الوراء) واستقطاب مجتمعي (حول اللائكية والحداثة والإسلام) واستقطاب اجتماعي.

وأضاف جوهر بن مبارك أنّ المشهد السياسي اليوم منقسم إلى 3 أجزاء الأول يمثل النصف من بقايا النظام القديم وتصوراته والنصف الثاني مقسوم بين النهضة أي الإسلام السياسي وبين بقية القوى السياسية والاجتماعية.