التهميش وارتباك المشهد في تونس وراء ارتفاع موجة الهجرة السرية
تطرق برنامج ميدي شو الجمعة 6 أكتوبر 2017 إلى تضاعف عمليات الهجرة السرية من تونس نحو إيطاليا في موجة شبيهة بعمليات الهجرة التي شهدتها بلادنا في سنة 2011 إثر أحداث 'الثورة'.
الناشط في المجتمع المدني والحقوقي عبد الرحمان الهذيلي اعتبر ان الأرقام المصرح بها بخصوص عدد المشاركين في عمليات الهجرة غير مفاجئة خصوصا وأن دراسات قام بها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية قد بينت أن 54 من الشباب التونسي قد عبّروا عن رغبتهم في مغادرة البلاد، فضلا عن ارتفاع عدد المنقطعين عن الدراسة والذين يصل عدده إلى 100 ألف انقطاع سنويا.
وبيّن ضيف ميدي شو أن المشاركين في عمليات الهجرة أغلبهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و23 سنة والذين يمثلون الشريحة الاجتماعية المهمشة في الأحياء الشعبية والتي لم تشملها أي برامج تنموية على حد تعبيره.
وشدد الناشط الحقوقي عبد الرحمان الهذلي على أن بلادنا مقبلة على انفجار اجتماعي بسبب الإقصاء والتهميش وفشل التعاطي مع شريحة اجتماعية كبرى خصوصا وأن عدد المنقطعين عن الدراسة في تونس يقدر بـ 700 ألف شخص.
ومن جانبه أرجع أستاذ علم الاجتماع محمد الجويلي ارتفاع الشريحة الاجتماعية التي ترغب في الهجرة في تونس إلى المزاج السئ الذي يسود البلاد والمتميز بالخوف من المستقبل وانسداد الأفق وغياب الأمل على خلفية ارتباك المشهد السياسي والاقتصادي.
وبيّن الجويلي أننا أمام ظاهرة اجتماعية تتميز بالانتقال من نا من الخلاص الجماعي وهو مسوؤلية الدولة والمجتمع المدني والمؤسسات إلى الخلاص الفردي حيث يقيّم يقيم الفرد نفسه بقدرته على الانجاز .
وأكّد أستاذ علم الاجتماع أن الشريحة المعنية بالهجرة السرية تعتبر خارج النظام خصوصا في ظل التركيز الكبير بعد الثورة على بطالة أصحاب الشهائد العليا والتهميش بنسبة كبيرة للشباب غير المتعلم وما ترتّب عن ذلك من تغييبهم من العديد من البرامج التشغيلية.
كما أوضح أن الموجات الهجراوية لا يمكن فصلها عن الرهان السياسي والاستراتيجي في المنطقة على غرار الهجرة من ليبيا التي تحكمها العلاقات بين الحكومة الايطالية والميليشيات المسؤولة عن الأمن في ليبيا والتي تدخل في موجة من الشد والجذب.
