دار شعبان الفهري: زلابية بن حمودة تستقطب الزوار من كامل الجمهورية
This browser does not support the video element.
تعتبر 'الزلابية و المخارق' من أبرز الحلويات الرمضانية الشعبية التي لا تغيب عن العائلات التونسية خلال شهر رمضان الكريم.. هذه الحلويات التي تثير فضولنا في كل مرة لمعرفة أصلها حتى أن الروايات تفيد بأنها كانت المفضلة لدى الملوك والبايات.
وفي هذا الإطار، اختارت موزاييك زيارة دار شعبان الفهري، وتحديدا محل 'أحمد بن حمودة' لصنع الزلابية والمخارق، أين التقت مراسلة موزاييك حفيديه 'أحمد وصفاء' و12 عاملا منهم من يعمل في المحل منذ ثلاثين سنة ويحتفظ إلى اليوم بأسرار صنع الزلابية كما ورثها عن "المعلم" أحمد".
''الخلطة لا تتغير وطريقة تخمير العجين خاصة بمحل بن حمودة .. نحن لا نستعمل خمائر كيميائية بل نصنع خميرة خاصة لا يكشف سرها خارج المجموعة أبدا "! يقول كبير الصنايعية ويداه تديران بخفة إناء سكب العجين الذهبي كمن ينقش قطعة مصوغ .
الجد الرابع لآل بن حمودة بتشييد المحل على طابقين
قام الجد الرابع لآل بن حمودة بتشييد المحل على طابقين في صحن مدينة دار شعبان الفهري يحده جامع ومقام الولي الصالح سيدي الفهري كحارسين أو عضدين يحميان إرثا خاصا بالمدينة حتى أصبحت ساحة المدينة تعرف بالثالوث ويستدل بهم على مركز المدينة.
وفي المحل 12 رجلا من مختلف الأعمار، ثلاثة عملة تدربوا على يد آخر المعلمين حتى رحل إلى رفيقه الأعلى ثم استلمت ابنته صفاء بن حمودة إدارة المكان بمساندة شقيها أحمد ..
أحمد وصفاء شابين في مقتبل العمر يديران إرث العائلة ويعيلان الـ12 عاملا بمردود عمل في شهر واحد من السنة شهر رمضان وفق ما روت لنا صفاء .
وتصف صفاء المحل بالعريق شيده جدها الرابع يدويا وجعله على طابقين لم يجعل بينهما درجات للصعود والنزول بل ابتكر مصعدا بسيطا : لوح فولاذي ، وأسلاك ومحرك.. تبدو الفكرة بسيطة لكنها مختلفة كاختلاف منتوج المحل :"الزلابية والمخارق" في محل بن حمودة بمكونات بسيطة : ماء ودقيق وخميرة وكركم جعلته ذائع الصيت حتى أصبح البايات يوفدون رسلا خاصة لطلب الزلابيا الشهيرة وكذلك فعل الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وفق ما أكده الورثة والصناع بافتخار.
الزلابيا والمخارق ساخنة داخل جرة فخار
وعلى مر السنين لم تشب سمعة زلابية بن حمودة شائبة حتى أصبح المحل مزار التونسيين من مختلف جهات الجمهورية وخارجها، فأيا كانت وجهتهم وبقطع النظر عن المسافة التي تفصلهم ستصل الزلابيا هشة ساخنة إلى مائدتهم بفضل طريقة التعليب .
وتوضع الزلابية والمخارق ساخنة داخل جرة فخار وتقفل بالجص الأسود ثم حين يحين موعد استهلاكها، تكسر الجرة وتستخرج الحلويات طازجة ذكية الرائحة، وفق تأكيد عدد من الحرفاء الذين حدثونا عن سر إقبالهم المتزايد على محل بن حمودة، لذلك هم لا يخلفون موعدا لهم معه كل رمضان منذ الصغر حتى الكبر.
سهام عمار