هميسي:تنفيذ إستراتيجية تونس للذكاء الاصطناعي بقطاعات ذات أولوية وطنية
أكد وزير تكنولوجيات الاتصال، سفيان الهميسي خلال افتتاح الدورة الثانية للمنتدى المتوسطي للذكاء الاصطناعي الخميس 20 نوفمبر 2025 على أن رؤية تونس واضحة ومسؤولة لاستخدام مسؤول وأخلاقي للذكاء الاصطناعي ليكون مفتاحا للاستفادة القصوى منها واستثمارها في إطار يحترم الإنسان وخصوصيته وحقوقه الأساسية ويعزز سيادة الدول ويحمي فضاءها السيبرني من المخاطر التي تتضاعف مع تطور هذه التقنيات.
توجه تونس ينسجم مع دعوة الأمم المتحدة وقانون أوروبا للذكاء الاصطناعي
وبين سفيان الهميسي أن هذا التوجه ينسجم مع ما تدعو له الأمم المتحدة حول حماية المعطيات الشخصية باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي والموقف الأوروبي المتقدم من خلال قانون الذكاء الاصطناعي الذي يضع إطارا تنظيميا صارما يضمن الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التكنولوجيا مشددا على أن تونس تلتزم بهذه المبادئ وتعمل على ملائمة جهودها الوطنية مع التوجهات الأممية والإقليمية حسب تصريحه على هامش المنتدى الذي ينعقد تحت شعار :"'' ماهي الحلول التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي لمجابهة التحديات الراهنة لبلدان البحر الأبيض المتوسط".
وأشار سفيان الهميسي إلى أن تونس انطلقت في تنفيذ إستراتيجيتها في الذكاء الاصطناعي للفترة 20263/2030 والقائمة على 5 محاور وبالشراكة مع كل الجامعات والمراكز البحثية والقطاع الخاص وأولها هي تعزيز البنية التحتية الرقمية الموجهة للذكاء الاصطناعي لتكون آمنة لتعزيز سيادة تونس الوطنية وثانيا نحو تنمية القدرات والكفاءات البشرية وخاصة لدى الشباب والباحثين وثالثا دعم الابتكار وريادة الأعمال وبناء منظومة كاملة للاقتصاد الرقمي المتقدم ورابعا اعتماد ذكاء اصطناعي لخدمة المواطن والاقتصاد في الأولوية لتسخير الذكاء الاصطناعي لتحسين حياة المواطنين في الصحة والتعليم والنقل والخدمات الإدارية والفلاحة والطاقة ....فأي تكنولوجيا لا معنى لها مالم تكن في خدمة الإنسان وخامسا وضع إطار حوكمة وتنظيم يضمن الاستخدام المسؤول والأخلاقي لهذه التقنية.
5 محاور لإستراتيجية تونس والانطلاق بمشاريع نموذجية
وأشار إلى شروع تونس فعليا في تنفيذ عدة مشاريع نموذجية تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات هي ذات أولوية وطنية وفي مقدمتها قطاع الصحة والفلاحة والتعليم العالي والتربية والإدارة كخطوة أولى في مسار طويل نهدف من خلاله لجعل تونس مثالا عربيا وإقليميا وإفريقيا ومتوسطيا للابتكار التكنولوجي ووجهة متميزة لجلب الاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية .
وابرز أن التحولات العميقة التي يحدثها الذكاء الاصطناعي في سوق الشغل تستوجب وقفة مسؤولة في ظل عدة مهن مهددة بالاندثار والتحول وظهور أخرى جديدة بوتيرة متسارعة مؤكدا انه من هذا المنطلق تؤمن تونس بأن الحفاظ على قيمة العمل وضمان الحق في التشغيل هي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود كل الدول لوضع سياسات انتقالية عادلة تسهل الإدماج المهني وترافق اليد العاملة في اكتساب مهارات جديدة وتضمن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة لتحسين ظروف العمل وليس وسيلة لإقصاء البشر مشيرا إلى أن تونس تدعم دعوات الأمم المتحدة لصياغة مقاربة عالمية تضمن أن تكون التكنولوجيات الحديثة لخدمة الإنسان وليس العكس .
وختم بالقول أن المنتدى فرصة نادرة لتبادل الرؤى وتطوير مشاريع مشتركة ومناقشة التحديات المشتركة ومنها الابتكار المفتوح والحوكمة الرقمية والاستخدام الأمن للتكنولوجيات الحديثة منها الذكاء المتوسطية وتعزيز المنطقة المتوسطية كفاعل أساسي في مسار الذكاء الاصطناعي العالمي .
هناء السلطاني