languageFrançais

جمهور الإفريقي: عند الشدائد تظهر معادن الرجال

''أنا اللي ما نخون''، ''ماني ناسي الإفريقي في عينيا''، ''غرامنا انت صوتو''... أغاني لطالما هزّت مدارج الملاعب ومثلت كابوسا للفرق المنافسة التي تواجه النادي الإفريقي، لأنّها تدرك مدى قدرة جماهير الأحمر والأبيض على قلب الموازين بمجرّد أن تنطلق الحناجر في ترديد هذه الأهازيج.

نتحدّث عن جمهور الإفريقي الذي لقّبه كلّ من خبر الكرة المدوّرة بـ"الظاهرة غير المفهومة والكونية" و"رمز الوفاء'' الدائم في عالم الرياضة المتغيّر، لأن الإفريقي "عقلية" مختلفة تتناقلها أجيال أجمعت على مبدأ واحد "حبّينا الإفريقي وما عشقناش التيتروات". 

هذا الجمهور الذي أبهر العالم وأطنب في مدحه معلّقو أهم البرامج الرياضية المحلية والعربية، حتى أنهم وصفوه باللاعب رقم 10، وأجمعوا على أنّه ظاهرة غير قابلة للفهم "فكلما ابتعد عن الألقاب كلما تضاعف عدد محبّيه".

هذا الجمهور لم يتخل عن فريقه في أحلك الظروف التي مرّ بها بسبب سوء إدارة وتسيير وضعف نتائج،  واصطف اليوم خلفه ليبرهنوا مدى حبّهم ''للجمعيّة".

وكما يُقال "عن الشدائد تظهر معادن الرجال''، أبى جمهور فريق باب الجديد التخلّي عن ناديهم في الأزمة المالية الخانقة التي يمرّ بها وتوالي العقوبات التي سلطها ضدّه الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا''، ليؤكّدوا أنهم يد واحدة لمساعدة النادي ولتفادي السيناريوهات "القاسية".

وكما جرت العادة، جمهور الإفريقي صنع الحدث وتحرّك من شمال البلاد إلى جنوبها حاملا شعارا واحدا "الأسد يمرض ولا يموت"، وأطلقوا بالمناسبة حملة لجمع الأموال وتحويلها على الحساب البنكي المخصّص لتسوية نزاعات الفريق وفي وقت قياسيّ نجحوا في جمع مليون دينار.

ولم يكتفوا بذلك بل أعلنوا أنهم سيواصلون دعم الفريق لخلاص بقية الديون المقدّرة بـ17 مليون دينار، وقاموا في هذا الغرض بإنشاء صفحات على الفيسبوك لحثّ الأحباء على ضرورة الإنخراط في هذه الحملات، من بينها صفحة تحمل عنوان ''مائة ألف كلوبيست = 2 مليار شهريا" وتضمّ حوالي 30 ألف مشترك قاموا بنشر مئات الصور للوصولات البنكية والتحويلات المالية مرفوقة بتعاليق جمعت بين الطرافة والعفوية.

هذه الصور كانت مثالا ورمزا لمحبّي فريق رياضيّ، على اختلافهم أجمعوا على حبّ اللونين الأحمر والأبيض وأصروا على مساندة ناديهم على طريقتهم ودون تردّد.

 

 

*أميرة العلبوشي*