languageFrançais

في افتتاح معرض الكتاب: وزيرة الثقافة تؤكد أن الكتاب يحصن من التطرف

تتعدّد الخزائن الثقافية في تونس وتتنوع فتجمع بين ما هو سينمائي وما هو مسرحي وغنائي في سعي منها لتغذية العقل والروح وتنمية الثقافة والحس النقدي لتصل إلى مهرجان الكتب "معرض تونس الدولي للكتاب" الذي ينطلق هذه السنة في دورته السادسة والثلاثين  اليوم الخميس 11 نوفمبر 2021 ويمتد على 10 أيام إلى غاية 21 من الشهر ذاته.

ويعود هذا المهرجان بعد غياب دام سنتيْن بسبب تفشي جائحة كورونا التي أعاقت تنظيمه في أكثر من مناسبة بشعار "وخير جليس في الأنام كتاب" ليلخص مدى أهمية الكتاب في حياة الانسان على اعتباره سلوة له ومنبع للمعرفة.

ويشارك في هذه الدورة 300 دار نشر عربية وتونسية و150 عارض تونسي في اغتنام لفرصة يمكن أن تكون الوحيدة في كل سنة لعرض كنوز من مختاراتهم خطها مبدعون وانتجوها من ذواتهم وعقولهم لتكون ارثا ثقافيا للبعض وعبرا للبعض الآخر في تشكل لهوية المجتمع.

افتتاح المعرض للعموم ووزيرة الثقافة تتعهد باستراتيجية كاملة لكيفية التعاطي مع الكتاب

ويستقبل هذا المعرض اليوم كافة الشرائح العمرية بمختلف توجهاتها وتفضيلاتها لتختار ما تشاء من الكتب المعروضة فالبعض منهم يأتي لاقتناء عناويين اختارها مسبقا وانتظر المعرض كأكبر سوق تجاري للكتب للظفر بها بأسعار معقولة أما البعض الآخر فيأتي لاستكشاف عناويين جديدة غير مألوفة أو حديثة الإصدار في أكبر احتفالية للكتاب وأكبر مناسبة للالتحام بالكتاب.

وقد حضر الافتتاح وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط التي أكدت سعي الوزارة لإعادة البريق للكتاب وربما عبر وضع استراتيجية كاملة لكيفية التعاطي مع الكتاب كتابة وصياغة ونشرا وتوزيعا وترويجا باعتباره علاجا للفكر وتحصينا للشباب الذي ارتمى في أحضان التطرف والانحراف وبحار الموت بأسا بسبب نوع من التصحر الفكري حسب تعبيرها.

وقد شددت الوزيرة على أنها ستولي أهمية للكتاب طيلة فترة بقائها على رأس الوزارة قائلة إن العقول تبنى بالفكر والفكر مأتاه الكتاب.

من جانبه اعتبر مدير الدورة 36 لمعرض تونس الدولي للكتاب مبروك المناعي أن هذه الدورة التي جاءت بعد أن كان الوباء عقبة ازاء كل الانشطة الاحتفالية والثقافية دورة التحدي وتأتي لتأصيل الكتاب.

التكريمات والجوائز

وقد رافق الافتتاح إسناد عدد من التكريمات والجوائز لقامات ثقافية تركت بصمة في تاريخ الكتاب والثقافة وكانت لهما حاضنة ومراعية وحافظة عاشوا بالكتاب وللكتاب.

وقد تم تكريم كل من الشاذلي القليبي وزير الثقافة الأسبق ومؤسس وزارة الثقافة في تونس ووزير الثقافة الأسبق البشير بن سلامة الذي استكمل لبنات البناء المؤسساتي الثقافي في تونس ومن الوجوه الاعلامية الثقافية تم تكريم الاعلامي فرج شوشات والاعلامية الكاتبة السيدة القايد.

اما التتويجات فكانت في 7 تصنيفات وهي جائزة الرواية واسندت للكاتب محمد عيسى المؤدب عن روايته "حمام الذهب" والتي من خلالها برع في توظيف الرصيد الشعبي ومزج بين الواقع والاسطوري.

اما الجائزة الثانية فكانت في فئة القصة ومن نصيب طارق اللموشي عن مجموعته القصصية " l'isomnia"  او "ماقبل النوم"بالعربية والتي تروي أحداث رعب وفانتازيا.

أما العمل الذي الفائز بجائزة الشعر فكان لمجموعة السيد الطوي الشعرية وهي عبارة عن قصائد نثرية تحتفي بالطفولة وعوالمها.

واسندت جائزة البحوث والدراسات مناصفة بين المرحوم محمد علي الحباشي عن كتابه حركات المعارضة والمحاكمات السياسية ونورالدين الدقي عن كتابه "
Wassila Bourguiba ,la main invisible" في  محاولة منه للتأريخ لوسيلة بورقيبة ودورها خلال زمن حكم الحبيب بورقيبة.

وللترجمة نصيب من الجوائز فتوج كل من محمد مختار العبيدي وسماح حمدي عن ترجمتها كتاب الدكتور محمد الطالبي من الفرنسية إلى العربية "دراسات في تاريخ افريقية"
وأسندت جائزة أدب الأطفال واليافعين لفتحية بن فرج عن قصة " آلة متكبرة" والحسناوي الزارعي عن مجموعته الشعرية "أمل " عن أدب الأطفال وليوسف رزوقة عن قصته " جنينة هاني" واسمهان الفرجاني عن رواية "إيدير" عن أدب اليافعين.

وأخيرا تم إسناد جائزة النشر لحافظ بوجميل عن دار "نرفانا للنشر".

*عمل صحفي هيبة خميري

*تصوير محمد أمين الشابي