languageFrançais

مهرجان الجونة: فيلم 'ريش' يثير غضب الفنانين المصريين

توالت ردود الفعل الغاضبة وصلت حدّ مغادرة بعض الفنانين للقاعة بمجرّد عرض فيلم ''ريش'' للمخرج المصري عمر الزهيري، ضمن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي.

بعد مرور ساعة من عرض الفيلم الحائز للجائزة الكبرى لأسبوع النقاد في مهرجان "كان"، وهي أول جائزة يحصل عليها فيلم مصري طويل في تاريخ المهرجان، انسحب عدد من كبار الفنانين المصريين على غرار يسرا وشريف منير وأشرف عبد الباقي وأحمد رزق والمخرج عمر عبد العزيز احتجاجاً على ما يمثله الفيلم من "إساءة لمصر" وفق تقديرهم.


وتعليقاً على انسحابه قال الفنان شريف منير، إن صورة الفيلم لم تعجبه، حيث يعيش أبطال الفيلم واقعاً قاسياً يمثّل "عذاباً غير طبيعي، وشكل مؤذٍ" يزيد عن الحد المقبول، وهو ما رآه منافياً لما تطرحه الدولة من مبادرات "حياة كريمة" و"تكافل وكرامة" وغيرها من المبادرات التي تحارب الفقر، والعشوائيات، وتكفل حياة كريمة للمواطنين في مصر، في ظل "جمهورية جديدة"، وهو ما لا يجعل هناك سبباً مفهوماً لعرض مثل "هذا الواقع"، وفق تعبيره.

وأضاف أن الفيلم لم يعجبه فنيّاً، حيث لم يجد هناك متعة في أن ترى العين كل هذا البؤس طوال الوقت، ولم يجد ما يكفي من الإبداع أو رسالة معينة يحملها الفيلم، حيث دعا مخرج الفيلم لأن يشرح وجهة نظره، والرسالة التي يقدمها من خلال فيلمه.

وحول حصول الفيلم على جائزة مهرجان "كان" السينمائي، قال شريف منير إن وجود كلمة "كان" لا يجب أن يكون درعاً لحماية الفيلم من النقد، وقد يكون هذا ما يريده الآخر لرؤية الفقر في دول العالم الثالث.

من جانبه علّق الناقد طارق الشناوي، بأن صورة الوطن "لا يمكن اختزالها في مجموعة مشاهد" وأن حالة الفقر التي ظهرت في الفيلم موجودة، بل إن هناك ما هو أسوأ منها، وأن لغة الفيلم لم تصل إلى الجمهور، مستدلاً بما حدث أثناء عرض الفيلم في مهرجان الجونة، حيث لم تستوعب حتى وجوه من النخبة بعض تفاصيل العمل.

إلا أن الشناوي اعتبر أن الفيلم جيد جداً، وحصوله على جائزة من مهرجان "كان" أثبت تفرّده، مشيراً  إلى صعوبة إرضاء الجمهور والنقّاد معاً.


وفيلم "ريش" هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وقد اشترك في تأليفه مع السيناريست أحمد عامر، ومن إنتاج الفرنسيين جولييت لوبوتر وبيير مناهيم، بالمشاركة مع "فيلم كلينك" والمنتج محمد حفظي.

وحول فيلمه يقول الزهيري إنه أراد كسر المتعارف عليه في الأفلام وحركة الكاميرا، لإيجاد جانب مختلف يتيح فهم الشخصيات من منظور آخر، متابعا" لقد اتبعت تكنيك الفن الفوتوغرافي نفسه، حيث بإمكان اللقطة الواحدة إتاحة مئات التوجهات في اللحظة التي يتلقاها الإحساس والعقل، فتركت المتفرج يتأمل تماماً ويخلق قصته. صحيح أن القصة قاسية والفيلم عنيف بمشاعره، لكن السمّ هنا ممزوج بالعسل".

 

*روسيا اليوم