languageFrançais

الشعيبي: الغرسلي يمتلك ملفات تدين نداء تونس والسبسي يحميه

قال رياض الشعيبي رئيس حزب ''البناء الوطني'' إن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يوفّر ''الحماية'' لوزير الداخلية الأسبق ناجم الغرسلي الذي يواجه تهماً قضائية تتعلق بـ"الخيانة"، مشيراً إلى أن الغرسلي يمتلك ملفات تدين أعضاء في الحزب الحاكم، وقد يلجأ إلى كشفها أمام الرأي العام في حال تم القبض عليه.

كما اعتبر أن وزير الداخلية المعزول لطفي براهم كان أحد "ممثلي" السبسي في الحكومة ولم يكن لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أي سلطة عليه وهو ما دفعه لاستغلال "كارثة قرقنة" لإقالته، مشيرا إلى وجود تخوف لدى براهم من إثارة قضية عملية المنيهلة الأمنية المجمّدة بقرار سياسي لدى القضاء، والتي يتهمه البعض بفبركتها والتسبب بمقتل وجرح عدد من التونسيين.

براهم أحد الأطراف الرئيسية في أزمة الحكومة

وقال الشعيبي في حوار خاص مع "القدس العربي" أنّه يعتقد بوجود أزمة داخل الحكومة التونسية "وكان لطفي براهم أحد الأطراف الرئيسية فيها، ولذلك استغل رئيس الحكومة تحسن موقفه بعد العجز عن إقالته (من قبل الموقعين على وثيقة قرطاج) وحادثة قرقنة لتصفية أحد خصومه داخل الحكومة وهو وزير الداخلية، واستطاع أن يمرر ذلك مع رئيس الجمهورية، ولا أعتقد أن لقرار الإقالة أي علاقة بما يُشاع حول وجود محاولة انقلابية".

وأشار إلى أن براهم اتخذ احتياطات عدة (لم يحددها) لحماية نفسه من مصير وزير الداخلية الأسبق ناجم الغرسلي "لأن الجميع يعرف أن هناك قضية منشورة أمام القضاء ضد لطفي براهم في ما يتعلق بعملية المنيهلة التي اتهمه البعض بفبركتها والتسبب بوفاة مواطنين تونسيين، القضية مجمّدة بقرار سياسي لدى القطب القضائي، ولطفي براهم كان ولا يزال يتخوف من تفعيل هذه القضية ضده، ولذلك ربما قام ببعض الاحتياطات لحماية نفسه من إمكانية التتبع في المستقبل، فضلاً عن استمرار القرار السياسي الذي يحميه من التتبع القضائي".

وحول التسويق الإعلامي الكبير لشخصية لطفي براهم خلال وجوده على رأس وزارة الداخلية، قال الشعيبي "لطفي براهم كان أحد ممثلي رئيس الجمهورية في الحكومة، ولم تكن لرئيس الحكومة سلطة فعلية عليه، لا من جهة التعيين في البداية ولا من جهة متابعة الشأن الأمني في البلاد، بل وصلت الخصومة بينهما إلى حد القطيعة، ولذلك كل من كان له مصلحة في إضعاف رئيس الحكومة، كان يقوم بحملة لتقديم لطفي براهم على أنه إحدى الشخصيات السياسية الرئيسية في الحكومة الحالية، وهذا غير صحيح".

السبسي تعهد بحماية الغرسلي وعدم التعرض له

وقال الشعيبي "من الواضح أن رئيس الجمهورية هو من يحمي ناجم الغرسلي أمام أي تتبع قضائي قد يحصل تجاهه، ولا ننسى أن آخر تحرك قام به الغرسلي قبل اختفائه هو اجتماعه مع رئيس الجمهورية، وبالتالي هذا يبين بوضوح أن الرئيس أخذ تعهداً بحمايته وبعدم التعرض له، وإلا فمن غير المعقول أن يصدر أمر قضائي للقبض عليه ونبقى كل هذا الوقت من دون تنفيذه».

ويذكر أنّه تمّ توجيه تهمة التآمر على أمن الدولة ووضع النفس على ذمة جيش أجنبي زمن السلم لوزير الداخلية الأسبق ناجم الغرسلي.

الغرسلي كان خادما مطيعا لنداء تونس

وأوضح رئيس حزب البناء الوطني ''ناجم الغرسلي كان خادما مطيعا لمنظومة الحكم وخاصة حزب نداء تونس الحاكم، حيث كان يقدم لأعضائه جميع الخدمات غير القانونية، ولذلك فمن المؤكد أنه يحمل ملفات حول هذه المعاملات، وفي حال وقع إيقافه أو تهديده فإنه سيقوم بكشف كل هذه الملفات أمام الرأي العام".

وحول مصير حكومة يوسف الشاهد، قال الشعيبي "أعتقد أن الحكومة الحالية انتهت تقريبا، والمسألة مسألة وقت، وخلال الأيام أو الأسابيع القادمة على الأكثر، سنشهد استقالة هذه الحكومة وتشكيل حكومة أخرى برئيس جديد".