languageFrançais

محاولات الباجي للتسوية بين جماعة الحمامات والمنستير قد تنتهي بالفشل

أسدل الستار اليوم بالحمامات الشمالية على أشغال المؤتمر الأول لحزب نداء تونس الذي استمر سبعة أيام بلياليها. 

المؤتمر الأول للحزب عرف مسارا عسيرا من المفاوضات والتباحث حول توزيع القيادة فيه ما أدى إلى تصدعه إلى شقين، شق اجتمع في الحمامات الشمالية لاستكمال انتخاب اللجنة المركزية وشق اخر اجتمع في المنستير لذات الغاية. 

وعلمت موزاييك من مصادر مطلعه أن الرئيس الشرفي لحزب نداء تونس الباجي قائد السبسي قد تدخل بثقله منذ يوم أمس للتأثير على اجتماع اللجنة المركزية بالحمامات طالبا إيجاد تسوية بين المجتمعين في المنستير والمجتمعين في الحمامات. 

كما علمت موزاييك أن الرئيس الشرفي لحزب نداء تونس الباجي قائد السبسي طلب اصدار قائمة توافقية بين المجموعتين تؤول فيها رئاسة اللجنة لحافظ قايد السبسي ثم في مرحلة لاحقة اقترح تقسيم المهمة بين سفيان طوبال وحافظ قايد السبسي بأن يكون أحدهما رئيس والثاني نائبه، خاصة بعد إصدار نتائج التصويت التي فاز فيها سفيان طوبال برئاسة اللجنة.

لكن هذا الاقتراح رفضته سميرة بن قدور رئيسة المؤتمر التي اعتبرته ضربا لمصداقيتها وفق ما أكدته مصادر مطلعة لموزاييك. 

يذكر أن الباجي قائد السبسي رفض التدخل في مسار المؤتمر وفق ما أكدته بن قدور وطوبال بأن طلب منهم إنجاز مؤتمر ديمقراطي، لكن تغيير موقف الرئيس الشرفي للحزب أربك الحاضرين وبعضهم تحدث لموزاييك عن مرارة وصدمة بسبب طلب التسوية واعتبر هذا الموقف انتصارا من الباجي لنجله على حساب المسار  القانونية للمؤتمر. 

هذا الصد الذي قوبل به اقتراح الباجي جعله يمنع التحاق ثلاثي القصر سلمى اللومي وسيف الشعلاني وفراس قفراش بالمؤتمر، وقد أكدت مصادر خاصة لموزاييك بأن الباجي واجههم بالقول :" من يرغب في الالتحاق باجتماع الحمامات فليضع استقالته فورا". 

وقد تداول الحاضرون خبر قدوم سلمى اللومي طيلة أشغال اللجنة المنعقدة أمس واليوم بالحمامات، إلى أن تم الإعلان في ساعة متأخرة عن تعذر قدومها بسبب تكليفها بمهمة هي وزميلها، في حين ضجت الكواليس بخبر منعهم بأمر من الباجي قائد السبسي نفسه.

وقد أثر غياب سلمى اللومي والشعلاني وقفراش فضلا عن غياب رؤوف الخماسي، الموجود في الخارج، على مسار توزيع المهام بسبب غياب اربع أصوات مؤثرة وبسبب تداخل الأوراق إذ كان الحاضرون من أعضاء اللجنة المركزية لنداء تونس بالحمامات قد اتفقوا على أن تؤول رئاسة الحزب لسلمى اللومي. 

وفي غياب ذلك اضطر الحاضرون إلى اعداد خطة "ب" كانت انس الحطاب وسفيان طوبال أبرز مخططيها متحصنين بثقل الجهات ( حوالي 13جهة معهم رافضة لقيادة حافظ قائد السبسي مقابل 3 فقط معه). 

وعند تداول الأسماء المقترحة لرئاسة المكتب السياسي ( عادل الجربوعي مر بسلاسة والتوافق) وللفوز بالأمانة العامة التي تنافس عليها كل من عبد العزيز القطي وفوزي اللومي لم يتمكن الحاضرون من حسم الأمر بالتوافق بسبب تقارب ميزان القوى وتمسك المرشحان دون أن يتنازل أحدهما للآخر. 

ساعات مرت بين شد وجذب ومكالمات واستشارات لم تثني القطي عن التمسك بترشحه ما أدى إلى المرور للتصويت، أخذا بنصيحة رئيسة المؤتمر سميرة بن قدور التي قدرت أن في مواصلة حسم الأشغال بطريقة ديمقراطية اسلم للحزب وللمشاركين فيه. 

نتيجة التصويت أسفرت عن فوز القطي الأمر الذي أغضب فوزي اللومي فغادر قاعة الاجتماعات ملوحا بمغادرة النزل لكن زملاءه التحقوا به لاثنائه عن رأيه مبينين له أن كل تشويش على أشغال المؤتمر ونتائجه الختامية سيلحق الهزيمة بالجميع. 

التحق اللومي بقاعه الاجتماعات وانطلقت مشاورات تسوية لمنحه منصب رئيس المكتب السياسي مقابل منح عادل الجربوعي رئاسة الحزب أي أن يتقاسما نفس المنصب ذلك أن لوائح المؤتمر نصت على أن يكون رئيس المكتب السياسي آليا رئيس الحزب لكن الجربوعي رفض التنازل أيضا وانتهى الحاضرون إلى اعلان أشغال المؤتمر وتوزيع المهام في حين بقى اللومي غاضبا ورفض الاقتناع بأن هذه التركيبة مؤقتة قائلا :" c'est le provisoire qui dure.. هذا المؤقت سيستمر. 

سهام عمار