languageFrançais

الخليج وإيران وقمة اللامفاجآت

انتهت القمة الخليجية قبل أوانها وبسرعة غير متوّقعة جرّاء ضعف مستوى التمثيل السياسي وغياب معظم القادة باستثناء أمير قطر وأمير الكويت، مع طول ساعات الانتظار البارحة في "قصر بيان" الذي يحتضن القمّة وشحّ المعلومات عن هويّة ومستوى الوفود الخليجيّة.

 

وحسب مبعوث موزاييك إلى الكويت ناجي الزعيري، كان المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجيّة الكويتي وأمين عام مجلس التعاون الخليجي يسبح في العموميات والأجوبة الدبلوماسية رغم النجاح التنظيمي للقمة دون تقديم التفاصيل الضرورية على أسباب ضعف مستوى التمثيل السياسي ولا عن أزمة قطر.

 

لكن رفض قادة دول السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان حضور القمة بأنفسهم كان رسالة واضحة أنّ أزمة المقاطعة بين قطر وجيرانها باقية على حالها رغم جهود الوساطة التي بذلتها كويت وأميرها للتقريب بين أشقاء البيت الخليجي.

 

مع أزمة العلاقة مع قطر كان واضحا من البيان الختامي للقمة الخليجية أنّ الملف الإيراني هيمن بشكل ملحوظ على أشغال القمّة وأخذ حيّزا كبيرا في البيان الذي أدان "الأعمال الإرهابيّة التي تقوم بها إيران وتدخلاتها المستمرّة في الشؤون الداخليّة للدول العربيّة التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفيّة والمذهبيّة".

 

بيان القمة الخليجيّة توجّه لإيران بتحذير شديد اللهجة للكفّ والامتناع عن دعم الجماعات التي تُؤجج هذه النزاعات لا سيما في دول الخليج العربي ومطالبتها بإيقاف دعم وتمويل وتسليح المليشيات والتنظيمات الإرهابية في الدول العربيّة وتوسيع برنامج صواريخها الباليستيّة في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن.


وطلب بيان القمّة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التدخّل لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي وإيقاف برنامجها الصاروخي وردعها عن دعم الإرهاب والأنشطة العدوانية للحرس الثور الإيراني وميلشيات الحوثي وغيرها من التنظيمات الإرهابية.

 

وكان واضحا في كلمة الاختتام التي ألقاها أمير دولة الكويت رئيس الدورة الـ38 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أنّ العلاقة بين دول الخليج وإيران متّجهة تحو التأزّم والتصعيد، وقال إنّ تصرفات إيران في منطقة الخليج تخالف قواعد القانون الدولي.

قمّة خليجية تزامنت مع مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الهع صالح ممّا حوّل اهتمامات السياسيين من الحديث عن أزمة قطر إلى التركيز على تأثيرات الاغتيال على منطقة الخليج، حتى أنّ أغلب المحللين السياسيين وجهوا الاتهام إلى إيران.

 

صحيفة الاتحاد الإماراتية، على سبيل المثال، قالت إنّ اغتيال صالح هو خطأ إيران استراتيجي ومن يقف وراء قرار الاغتيال هو نظام الملالي في إيران.

 

كما اعتبر خبراء وباحثون في جلّ الصحف الكويتية والخليجية أنّ حضور إيران في المشهد اليمني سيكون أكبر بعد اغتيال علي عبد  الله صالح وأنّ معركة الشوارع في صنعاء انتهت لصالح الحوثيين واستبعدوا إمكانية وجود مقاومة ضدّ الحوثيين من جانب القبائل اليمنيّة التي خذلت صالح وتركته يواجه مصيره لوحده.

 

قمّة الخليج كانت ناجحة تنظيميّا لكنها لم ترتق إلى مستوى الانتظارات لرأب الصدع في البيت الخليجي وتجاوز الخلاف بين قطر وجاراتها وبينها وبين الشقيقة الكبرى السعودية الذي كان واضحا أنّها تدفع نحو تصعيد العداء الإيراني إلى أقصاه.