languageFrançais

حسين العباسي: الحوار الوطني أنقذ تونس ومهّد الطريق لقيس سعيّد

حلّ الأمين العام السابق للاتّحاد العام التونسي للشغل ضيفا على برنامج "ميدي شو"، الإثنين 27 مارس 2023، تحدّث فيه عن كتابه الصادر مؤخّرا وعن فصول من تاريخ الاتّحاد والمعارك التي خاضها مع مختلف الأنظمة الحاكمة التي مرّت بتونس، وعلاقة الاتّحاد مع مختلف الرؤساء الذين حكموا تونس والتحديات التي خاضتها المنظّمة الشغيلة.
 
في حديثه عن كتابه ''تونس والفرص المهدورة"، يقول الحسين العبّاسي إنّ فكرة تأليف الكتاب كانت تُراوده منذ أن كان على رأس الأمانة العامة للإتّحاد العام التونسي للشغل حين كان الوضع السياسي معقّدا ويحتاج إلى حلول، ولكن الاتفاق على الذهاب إلى الحوار الوطني أجّل إصداره. 

وعن الفترة التي جرى خلالها الحوار، قال العبّاسي إنّه "كان شاهد عيان وخبر الكثير من السياسيين وأشباه السياسيين وفهم غايات كلّ هذه الأطراف، بإطلاعه على الكواليس الداخلية للحوار خاصّة وأنّه قام بحوارات ثنائية مع الفاعلين السياسيين قبل الدخول في الحوار الوطني".

وأشار إلى أنّ بعضا مما جاء في الحوارات لم يفصح عنها احتراما لتعهداته للفاعلين السياسيين الذين التقاهم.

وقال الأمين العام السابق لاتّحاد الشغل "أريد خطابا توحيديا على عكس ما هو سائد لأنّ البلاد في حاجة إلى التهدئة والإنتقال إلى السرعة القوى إذا كان هناك من لا يريدون أن يعوا ذلك".

وعن من وصفهم بأشباه السياسيين، قال إنّ عددا منهم اندس في الحورات والأحزاب بتمويلات بغاية خدمة أهداف شخصية مستفيدين من المناخ الديمقراطي الذي وصل أحيان إلى حدّ الفوضى مع ما لعبه المال في ذلك.

وأشار إلى أنّ "هؤلاء أشباه السياسيين عطّلوا وتعبت الأطراف الراعية له في اختيار الأطراف التي ستشارك فيه وعلى أيّ أساس".

وقال حسين العباسي إنّ الحوار الوطني كان وطنيا بأتم معنى الكلمة وهو من انقذ تونس وحقق الاستقرار ومهد الطريق لقيس سعيّد.

وعاد العباسي بالحديث عن بداياته في الاتّحاد سنة 1973، والدور الوطني السياسي للمنظّمة الشغيلة في فترة مقاومة الاستعمار وأنّ هذا الدور ليس فيه مصلحة للإتحاد بل لصالح الوطن، مشيرا إلى أنّ هذا الأمر لم يكن عيبا أنذاك.

ولكن بعد الإستقلال اختلف الوضع وجاءت محاولات التدجين، وأشار إلى ما أتاه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في حقّ المنظمة الشغيلة. 

وقال ''بورقيبة ما عملش المليح مع الاتحاد ومع رموزه اللي يعرفهم يقلقوا.. يقلقوا". وتحدّث في هذا السياق عن وضع الحبيب عاشور  في السجن سنة 1965  رغم أنّه كان من بين داعميه أثناء فترة الاستعمار وقام بتهريبه للخارج للتعريف بالقضية التونسية.

وقال إنّ بورقيبة قابل ذلك بالجحود.

وتواصلت بعد ذلك معارك الاتحاد مع السلطة في سنة 78 وفي الثمانينات، حيث كان بورقيبة يرغب في إقصاء كلّ الأطراف التي يعتقد أنّها تنازعه في حكمه كالرجل الأوحد.

وبعد بورقيبة جاء زين العابدين بن علي عقب انقلاب 7 نوفمبر. ويقول عن الرئيس الراحل: "بن علي تلميذ بورقيبة.. وقد أتى به لقمع الاتحاد".

 ولم يخل حوار العباسي من حديث عن المراحل الأولى التي تلت الثورة، وأشار في سياق ذلك إلى الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي التي عرفت بهيئة بن عاشور والتي اعتبرها خيارا خاطئا وقال إنّها "كانت أشبه "بالرحبة".. 

استمع للمزيد من التفاصيل في حواره لبرنامج "ميدي شو":

share