languageFrançais

''الفوطة والمنشف''.. زينة المرأة في حمام سوسة ورمز الانتماء

This browser does not support the video element.

لم تتخلّ منية القْلي على مدار نصف قرن عن  ارتداء  'الفوطة والمنشف' وهو لباس تقليدي عريق اشتهرت به مدينة حمام سوسة منذ عقود وأضحى رمزا من رموز الانتماء.

وقيل إن تصميم هذا النوع من اللباس التقليدي كان يجنّب تكاليف اقتناء ملابس عصريّة بأسعار مشطّة كما يُنْظرُ إليه بكونه رمزا للاحتشام والسُترة ودلالة على الجمال والكمال.

اللافت للانتباه وأنت تجوب شوارع وأزقّة مدينة حمام سوسة أن أغلب النسوة وخاصّة اللّواتي ناهزن 50 عاما مازالن يتشبثن بالتراث التقليدي في الألبسة عبر ارتداء الفوطة وهو قماش تتخلله أشرطة أو خطوط عرضيّة بألوان متناغمة يقع حياكته وتطريزه ويلّف به الخصر أما المنشف يوضع على الرأس والكتفين 

تقول منية ستينية ربّة بيت "الفوطة والمنشف مفخرة واعتزاز لكل الحمّاميّة ( نسبة لحمام سوسة) من كلّ الطبقات، يعبّر عن  هويتنا ويميّزنا عن باقي المناطق والجهات من حيث الألوان وجودة القماش والتطريز المتقن' لدرجة أنك بمجرد أن تلمح امرأة ترتدي هذا اللباس تدرك مباشرة أنّها حماميّة"

تضيف منية " لقد شهدت الفوطة والمنشف الحماميّة تطوّرا عبر السنوات جعلها علامة مضيئة في الألبسة التقليدية باعتبار مسايرتها للأذواق المعاصرة لها، نرتديها بشكل يومي فضلا عن المناسبات والأفراح وحتى المآتم في الشتاء كما في الصيف". 

وتُقْبل الشّابات اليافعات على ارتداء الزيّ التقليدي في المحافل والأعراس وتحرصن على أن يكون هذا اللّباس ضمن 'الجهاز' أي ما تحتاجه العروس بعد الزواج.

ليلى البكوش أربعينية شاعرة وامرأة أعمال ماتزال تحافظ على الموروث التقليدي المتعلق باللباس خصوصا  في المناسبات والأعراس أما في الأيام العادية فشغلها يتطلب ملابس عمليّة مريحة.

تقول محدثتنا "الفوطة والمنشف والتخليلة تعكس ثقافة المدينة وتعزّز أصالتها'' مبيّنة أن هذا الزيّ التقليدي غير مرتبط بسنّ أو بجيل أو بفكر ".

قبل عقود خلت كانت النسوة في حمام سوسة يقتنين الفوطة والمنشف من أشهر نسّاج ذاع صيته في المدينة وهو المرحوم الصادق الشاهد الذي انفرد بجودة منتوجه ثم يكلّفن مختصّات في فنّ التطريز اليدوي  ليضفن اللمسات الأخيرة على اللّباس.

تقول ليلى بنبرة فيها من الحسرة والحزن "للأسف لم يوّرث الصادق الشاهد حرفته للأجيال فاضطررنا إلى اقتناء الفوطة والمنشف والتخليلة من قصر هلال ونقوم بعملية التطريز في حمام سوسة سواء بالطريقة اليدوية أو باستعمال الآلة".

وتتابع البكوش " لاتزال التخليلة الحمامية المعروفة بلونها الأحمر وبأشكالها المرسومة والمطرّزة يدويّا بالعدس والعقيق تسجل حضورها بقوة في المحافل العائلية و الأعراس ترتديها العروس في الحنّة و النسوة في المناسبات ودونها لا تكتمل أناقتهن.

إيناس الهمّامي
 

share