languageFrançais

''معبر'' غزّة إلى تونس: جسر ممتد قبل الحرب وبعدها...

This browser does not support the video element.

"هلال رمضان لم يظهر بعد، نحن صيام عن الفرح، منذ أشهر. الأهل في غزة، داخل خيمة، تحملهم تارة ويحملونها تارة أخرى، بحثا عن البقاء..."، هكذا افتتح الفنان أحمد القريناوي أصيل غزة حديثه عن تجربته، كغزاوي مهاجر، قذفته الظروف ليعيش في تونس، رغم تعلقه بكل مستجد هناك في غزة.

تجربة إنسانية فريدة يخوضها أحمد، بعيدا عن عائلته التي تعيش مثل مئات آلاف الغزاوين، حربا شرّدت وجوّعت وقتلت عشرات الالاف، على مضي أشهر.

يسترجع القريناوي مشاهد بقيت عالقة في ذهنه في متابعته اللصيقة للحرب... يقول "إن الكلمات  لا تعبّر أحيانا عن طوفان المشاعر التي تخالجني وأنا أتابع أخبار أهلي وبلدي، يتغير مكان الأهل، بين الطارئ والآخر، الذي يتحكم في تسلسله زمن القصف والاجتياح..."

أحمد هو أحد أعضاء فرقة المعبر  التونسية الفلسطينية. اختار أن يقاوم العدوان بإحياء المجموعة الفنية المذكورة، رغم إيمانه بأن الفن، في بعض الأحيان، هو ترف، لكنه يمكّن، أيضا، من إيصال الصوت.

محمد أبو مسلم هو مواطن ورفيق أحمد، وزميله في الفرقة الموسيقية نفسها، وضْع عائلته في غزة لا يقل سوءاً عن ما تعيشه عائلة صديقه. انتقل أفراد أسرته من الشمال نحو الجنوب بحثا عن فضاء آمن غير موجود في كل القطاع. 

يعتبر محمد أن للمعبر، بكل معانيه الواضحة والمتسترة، رمزية كبرى. هو الملجأ في غزة، وهو، أيضا، جسر لغزة في تونس، لتذكير ما تبقى من إنسانية بقضية تأبى النسيان.

إضافة لأحمد ومحمد الغزاويان، تضم فرقة المعبر كل من عدنان الهلالي ومنال الحمداني، وهما تونسيان ساهما في إحياء الفريق الموسيقي التونسي الفلسطيني.

يقول الهلالي "فضلا عن المراوحة بين الوجع والفن وفسحة الأمل التي خلقتها هذه التجربة، فإنها مكنت الفنانين الفلسطينيين من توفير ما يعينهم على العيش بكرامة في تونس، بإبداعهما، لتحدي مختلف أنواع الصعوبات التي تحاصر كل سبل الكرامة للغزاويين في الداخل والخارج".

بدورها، تشير منال الحمداني إلى أهمية ما يقوم به أحمد ومحمد، واصفة تجربتهما بأنها أحد أوجه صمود كل الغزاويين، لترسيخ القضية، ولرفع الصوت عاليا.

تعالت النغمات في عرض فرقة المعبر في القصرين، وأنست الحضور، لبرهة من الزمن، صوت الرصاص الذي يلاحق الناس في المنازل والخيام والملاجئ والمستشفيات، في غزة. وخلقت الحفلة معبرا للهروب من القطاع المحاصر نحو دواخل كل من نشد مع الفنانين، الأغاني والشعر، في مسامرة رمضانية ليرتسم المعبر وجهة وواجهة وهدفا ووسيلة...

برهان اليحياوي