سيدي بوزيد: الأضاحي متوفرة والأسعار محيّرة
This browser does not support the video element.
يتجاوز عدد رؤوس القطيع المخصص لعيد الإضحى بولاية سيدي بوزيد هذه السنة 240 ألف رأس بين ماعز وعلوش وبركوس وفق ما أكده لموزاييك علي البراهمي رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بسيدي بوزيد.
ويذكر أن فلاحي معتمدية جلمة لا سيما مربي الخرفان منهم، يوفرون قرابة الـ50% من أضاحي العيد فيما تتوزع بقية الأغنام والماعز على معتمديات سيدي بوزيد الغربية والشرقية أساسا وعلى سائر بقية معتمديات الجهة ولكن بأعداد متفاوتة .
ولا تتجاوز حاجة متساكني ولاية سيدي بوزيد من الأضاحي الـ50 ألف رأس فيما تخصص بقية الأضاحي للبيع ببقية الولايات.
وحول الوضعية الحالية لأسعار أضاحي العيد بالجهة، تنقلت موزاييك في عدد من الأسواق الأسبوعية بالجهة (الفايض والهيشرية وسيدي بوزيد والرقاب ) وزارت عددا من مربي الماشية أين تراوحت الأسعار بين 800 و1600 دينار، لتتجاوز في بعض الحالات الألفي دينار خاصة في أسواق بئر الحفي (2800 دينار) وسوق الرقاب (2400 دينار)وسوق سيدي بوزيد المدينة (2250 دينار).
المعادلة صعبة
وأكد أمين قيزاني- مربي أغنام- بمعتمدية سيدي بوزيد الشرقية أن كلفة أضاحي العيد بالنسبة إلى هذه السنة باهضة رغم ما شهدته الجهة من أمطار ساهمت في توفير الغطاء النباتي لرعي صغار الأغنام قبل فرزها وإبعادها عن أمهاتها والشروع في تعليفها إستعدادا للعيد، حيث تم شراء صغار الخرفان منذ حوالي 5 أشهر بأثمان مرتفعة تراوحت بين 900 و1050 دينار واستهلكت على مدار فترة تربيتها وإعدادها للعيد في حدود الـ400 دينار لكل رأس، تم صرفها في المواد العلفية (قرط وشعير وسداري ونخالة) والأدوية والماء والكهرباء واليد العاملة والنقل وغيرها ...
وقال القيزاني إن أسعار شراء صغار الأغنام خضعت آنذاك لمبدأ العرض والطلب في الأسواق ولم تكن متوفرة بالقدر الكافي مما رفع في أثمانها في البداية وهذا ما أجبر الفلاحين على بيع القطيع المعدّ للعيد بالأثمان الرائجة حاليا والتي تتراوح في أغلبها ما بين الـ1100 و1500دينار خاصة للأحجام الكبيرة.
وأكد أن البيع بأقل من هذه الأسعار سيتسبب في خسارة للفلاحين وسيدفعهم بالضرورة لمقاطعة تربية الأغنام في قادم الأعوام.
وأبدى القيزاني تذمره من ندرة الأعلاف التي لم تراعي أسعارها وضعية المربين الذين أجبروا على شرائها بأسعار مشطة والبحث عنها في الأسواق السوداء، مؤكدا أن "كلا من الفلاح والمستهلك ضحية لمثل هذه المصاريف الإضافية التي أضحت ضرورة ما دامت لا تتوفر للمربي حلولا أخرى تعفيه من شطط كلفة الإنتاج أساسا".
الأسعار مشطة والشراءات محدودة
وعلى الرغم من وفرة الأضاحي المعروضة هذه الأيام في أسواق سيدي بوزيد فإن عملية شرائها ما تزال محدودة حيث ما يزال المستهلك يتحسّس الأسعار ويتابع بورصة الأضاحي من سوق إلى سوق.
عبد المؤمن سعيدي أحد المستهلكين الذين ترددوا على الأسواق بحثا عن فرصة تمكنه من شراء أضحية بسعر يتناسب مع قدرته الشرائية لكن دون جدوى حسب تعبيره، "حيث ظلت الأسعار مشطة لذلك قد يضطر لانتظار انطلاق عملية البيع بـ"الميزان" لعل التكلفة تكون اقل.
الإدارة ستتصدى لجميع المخالفات
وبخصوص نشاط المراقبة الإقتصادية قبل عبد الأضحى وخلال إنتصاب الأسواق اليومية لبيع الأضاحي، أكد سامي مرشاوي المدير الجهوي للتجارة وتنمية الصادرات بسيدي بوزيد لموزاييك، إعداد برنامج خصوصي من ناحية العمل الرقابي.
وأوضح أنه سيتم تركيز نقاط بيع الأضاحي بالميزان بأسعار تم الإتفاق عليها كسعر مرجعي حدد من قبل مصالح وزارة الفلاحة بـ21.900 مليم للكيلوغرام الواحد.
وأضاف المرشاوي أنه سيتم العمل على إيجاد فرق مشتركة لمراقبة البيع والتصدي للدخلاء والمضاربين والمحتكرين من "القشارة" إضافة إلى فرض إحترام الأسعار وسلامة قطيع الأضاحي خاصة في أهم نقاط البيع وفي الأسواق الكبرى على غرار جلمة وبئر الحفي والفايض والهيشرية وسيدي بوزيد الشرقية والغربية حيث سيكون التركيز يوميا على هذه الأسواق والتدخل لمقاومة المخالفات التي تتعلق بممارسات إحتكارية والبيع بأسعار مشطة وذلك بالتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية مثل الأمن والمنظمة الجهوية للدفاع عن المستهلك والبياطرة والصحة.
محمد صالح غانمي.