القصرين: طلبة يبتكرون مشروعا للتحكم عن بعد في التنوير العمومي
This browser does not support the video element.
في ركن خاص بهم، يجتمع فريق من طلبة المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقصرين، من مختلف الاختصاصات والمراحل، لوضع آخر اللمسات، في حماس، على أولى تجارب مشروعهم المبتكر، قبل تركيبه، والانتقال من التجارب على النموذج نحو التشغيل..
"لاَيْتِينِي" هو اسم المشروع المعنيّ، وتتشكل التسمية من جزئين منصهرين مزجا بين الأنجليزية والعامية التونسية، وعلاقتها بالضوء والكهرباء.. فالتطبيقة التي ابتكرها فريق من الطلبة تُمكن من التحكّم عن بعد في التنوير العمومي أو الخارجي، في تجربة رائدة تُطوّع التكنولوجيا لتسهيل العمل البلدي والخدمات العمومية وغيرها.
يفسّر أحمد (طالب، 23 سنة)، من خلف الحاسوب المعني بالتحكم في التنوير، أهمية التطبيقة التي ساهم في العمل على ابتكارها، عبر تسهيل مهام العامل البلدي والبلدية، في التحكّم في الإنارة العمومية والتنوير الخارجي عن بعد، بتشغيل الأضواء أو بالتحكم في إطفائها في توقيت يحدد من قِبله، وفي تحديد أماكن الأعطاب التي تصيب فوانيس التنوير بدقة تحضيرا لصيانتها، فضلا عن التصرف في كل الحوادث التي قد تصيب الشبكة، من انقطاع للتيار الكهربائي، أو الصعقات الكهربائية، أو اكتشاف حالات اعتداء وسرقة، حال وقوعها، وغيرها.
بدوره، يفسّر ريان (طالب، 23 سنة)، أن كل مكونات مشروع "لايتيني"، مصنوعة في المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقصرين، وهو ما يمثل نقطة قوة إضافية للمشروع، خصوصا مع اعتماد الطلبة للنفايات لصناعة النموذج الذي أجريت عليه التجربة، مما جعل المشروع صديقا للبيئة ومتحكما في الطاقة، منذ نشأته.
''لايتيني'' فكرة، ابنة الواقع، والضرورة استوجبت التدخل لمعالجتها"، هكذا لخصت رئيسة الفريق العامل على التطبيقة، الطالبة حيفا، قصة المشروع. وتؤكد أن انفتاح الجامعة على المجتمع كان سببا في تحفيز الفريق لخلق تقنية تساعد على حلحلة الإشكاليات التي تحيط بالتنوير العمومي، وهو ما نجح فيه الطلبة اليوم، وما سيساعد البلديات قريبا.
أما الطالبة المسؤولة عن الموارد البشرية الخاصة بالمشروع رنيم فقد ركزت في تصريحها لموزاييك، على أهمية التناسق والانسجام داخل مجموعة العمل، طوال المدة الفارطة، للوصول للهدف المنشود الذي أنسى الطلبة أسابيعا من التعب داخل المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقصرين، حتى خارج أوقات الدراسة، في صراع ضد الزمن والصعوبات، لابتكار المشروع.
أما الدكتور المهندس مالك خضراوي، مدير المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقصرين، مؤطر الفريق الذي تمكن ابتكار برنامج "لايتيني"، فسّر لموزاييك أهمية المشروع الذي مكن من التحكم في الإنارة الخارجية عبر التحكم في الصيانة ومتابعتها عن بعد، والاقتصاد في الطاقة، وغيرها باعتماد التكنولوجيات الحديثة، وأهمها توجيهات الثورة الصناعية الرابعة، وهو ما يدعم مساهمة المعهد والطلبة في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الجهوي والوطني.
بإمكانيات ذاتية، وبأفكار تحاول تغيير الواقع بالاستثمار في إيجاد حلول للمُعاش باستعمال الذكاء البشري وتطويع التكنولوجيا لفائدة المجتمع، نجح فريق من طلبة المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقصرين، في تجسيد حلمهم داخل معهدهم الذي فتح لهم آفاقا أخرى بتأطيرهم وتوجيههم...
برهان اليحياوي