languageFrançais

بين الشكوى والإحتفال:التونسي يعيش تحت شعار''أنا أستهلك أنا موجود''

يحتفل المواطن التونسي  اليوم بالمولد النبوي الشريف ككل سنة ويتزامن  ذلك مع  ما تنشره النسوة  على  مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك والانستغرام  من صور لصحاف  العصائد التي أبدعن في تزينها  وكأنهن في تنافس على مسابقة أحلى 'صحفة عصيدة' لهذا الموسم . ونحن نرى هذا التزاحم السنوي الذي يتشابه ويتكرر في كل  مناسبة نحتفل بها نستحضر صورة المواطن والمواطنة التونسية الذين قبل أيام  من كل مناسبة يتذمرون من غلاء مكونات 'عصيدة الزقوقو' مثلا أو 'سعر  العلوش'.. وغيرها من متطلبات كل مناسبة دينية أو ميلادية نعيش على وقعها.

 

الاستهلاك أصبح سلوكا لإثبات الذات وعلامة لإبراز  المكانة الاجتماعية

 

و هذا التناقض  إن صح التعبير يدفعنا للتوجه إلى المختصين في علم الاجتماع في محاولة لإيجاد  تفسير سوسيولوجي لظاهرة الشكوى المتواصلة للمستهلك التونسي من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتراجع المقدرة الشرائية الذي يقابلها إصراره الدائم على الاحتفال بأي مناسبة مهما كانت الكلفة والتكاليف؟

وفي هذا السياق يوضح المختص في علم الاجتماع سنيم بن عبد الله في تصريح لموزاييك الاثنين 18 اكتوبر2021 أن المواطن التونسي  أصبح يعيش تحت شعار "أنا أستهلك أنا موجود" مفسرا  ذلك بعدة أسباب من بينها خاصة  المتغيرات التي شهدها المجتمع التونسي خلال السنوات الأخيرة التي جعلت من الاستهلاك سلوكا يسهم في إثبات الذات والوجود وعلامة من علامة إبراز  المكانة الاجتماعية .

 

عدم الاستهلاك ولو بإفراط يشعر البعض بأنه يعاني من الحرمان

 

وأبرز سنيم بن عبد الله أن المجتمع التونسي اعتاد الاحتفال بهذه المناسبات و لكن لم يكن يتعمد التظاهر بذلك  ضرورة عكس الذي نراه اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي وما نسجله من صور جعلت المطبخ التونسي  ذلك الفضاء الخاص بالمنزل جزء من المنشورات العامة لعدة أسر تونسية  وفي ذات السياق فان  هذا الأسلوب يدفع بالبعض للتفكير بأن عدم مجاراة ماهو موجود  وعدم القيام بالشيء نفسه  كأنه تعبير عن  شكل من أشكال الحرمان .وأضاف أن المجتمع التونسي أصبح يتجه يوميا نحو  الثقافة الاستهلاكية كعلامة اجتماعية إلى حد الإفراط دون مراعاة إمكانياته المادية المحدودة وتراجع المقدرة الشرائية .

 

 هناء السلطاني