languageFrançais

'مجنون فرح': حين يتعرّى الواقع.. ويُنفض الغبار عن السائد!

كان للصحفيين اليوم الثلاثاء 28 سبتمبر على السّاعة 10 و30 صباحا بقاعة  سينما الريو، موعدا مع العرض الأول لفيلم ''مجنون فرح '' للمخرجة ليلى بوزيد، التي كانت في الموعد رفقة الممثلة زبيدة بلحاج عمر.

وطرح ''مجنون فرح''، وهو العمل الثاني في رصيد بوزيد، عديد القضايا والأفكار لعلّ أبرزها عقدة الجسد التي يعاني منها البطل وهو في طريق البحث عن ذاته.. '' أحمد ''، شاب فرنسي من أصول جزائرية يعيش صراعا داخليا انطلق منذ أن تعرّف على فرح في الكلية، شابة تونسية قادمة حديثا إلى باريس، مندفعة ومتحررّة .

وبانطلاق الدراسة، يطّلع أحمد على عدد من النصوص العربية ذات البعد الحسّي والطابع الشهواني والتي تعود إلى الأدب العربي القديم ويهيم في حب '' فرح '' ويحاول مقاومة رغباته بين الحب والشهوة وبين الحيرة والصراع الداخلي الذي يسكنه.

بين المرأة المتحررة.. والمجتمع

كما تطرق الفيلم الذي دام ساعة و45 دقيقة، وهو ناطق بالفرنسية ومترجم بالعاميّة التونسية، في مسائل مختلفة من بينها الثقافة العربية، والأفكار السائدة، وصورة المرأة المتحرّرة وما تواجهه في فكر المجتمعات العربية والصراع مع الذات.

وفي حوار لموزاييك، إثر عرض الفيلم، وكإجابة عن مدى تقبل المتفرج التونسي لفيلم تطغى عليه الأفكار المتحررة والغربية إن صحّ التعبير، قالت ليلى بوزيد إن العرب '' المتواجدين في فرنسا ونظرتهم المختلفة لجذورهم العربية، مسألة مغيّبة بعض الشي.. وأضافت أن الفيلم فيه طرح للشعر العذري والشعر الإباحي العربي والثقافة العربية التي من المهم أن يتعرف عليها المتفرج التونسي. 

وأمّا عن مشاركة '' مجنون فرح '' في أيّام قرطاج السينمائية وانطلاق العروض قبل انطلاق المهرجان، صرّحت ليلى بوزيد أن قانون المهرجان لا يمنع الانطلاق في عرض الفيلم.

ويذكر أن الفيلم الطويل الأوّل لبوزيد، كان في 2015، بعنوان '' على حلّة عيني  كانت البطلة فيه أيضا بشخصية '' فرح '' متحررة تحارب الأفكار السائدة، كما محبة للحياة.. وفي هذا الإطار، أكدت المخرجة أن هذا الفيلم هو مواصلة لفيلمها الأول ولتطورات طالت شخصية ''فرح''.

وقالت بطلة الفيلم لموزاييك '' زبيدة بالحاج عمر ''، إنّ ما جعلها تشارك في الفيلم هو شخصية فرح العربية الحرة والمتحررة والتي تتحمل مسؤولية اختياراتها بالإضافة إلى أهمية ما يحمله الدور من رمزية ورسالة مباشرة للمتلقي.

''مجنون فرح ''.. حين يتعرّى الواقع ويُنفض الغبار عن السائد تبرز عقدة الجسد والهوية، وهذا العمل هو من بطولة سامي عوطالبالي وزبيدة بالحاج عمر وشارك في اختتام مهرجان '' كان '' في أسبوع النقاد، وحاز على جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثل في مهرجان الفيلم الفرنكفوني بأنغوليم، وشارك في البرمجة الرسمية لمهرجان لندن السنيمائي، والمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو.

وسيكون لعشاق السينما في تونس موعدا مع الفيلم في القاعات ابتداء من 29 سبتمبر ومع أيام قرطاج السينمائية بداية من 30 اكتوبر .

*سامية الحامي