languageFrançais

دراسة: لا فرق بين عاطل وعامل.. شباب متأزّم نفسيّا يطلب المساعدة

أظهرت دراسة بعنوان "شباب في الهوامش: الصحة النفسية والسلوكات المحفوفة بالمخاطر في الكبارية والقصرين الشمالية وتطاوين الشمالية لمنظمة ''الارت انترناسيونال''، أن 27% من الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و29 سنة من عينة تشمل 1250 شابا، صرّحوا بتعرّضهم إلى مشاكل نفسية في الفترة الأخيرة.

ألفة لملوم: علاقة سببية بين الأوضاع الاجتماعية للشباب ودرجة الاحساس بالقلق

وقالت الباحثة في العلوم السياسية ومديرة مكتب انترناشونال آلرت بتونس ألفة لملوم في برنامج ميدي شو اليوم الأربعاء 11 ماي 2022، إن الدراسة منجزة من طرف فريق من الأطباء من اختصاصات مختلفة وأشرفت عليها وتابعتها لجنة علمية.

واعتبرت لملوم أنّ نسبة 27 بالمائة من الشباب يعتبرون أن حالتهم النفسية سيئة أو سيئة جدا وتقريبا النسبة ذاتها تعتبر أنها في حاجة لرعاية خاصة ومساعدة طبية لكن الثُمن فقط طلبوا المساعدة وتحصلوا عليها.

وكشفت أنّ 50 بالمائة من الشباب موضوع الدراسة، لا تغطية صحية لهم وبالتالي هم محرومون من الصحة، وفق قولها، داعية في هذا السياق الى ضرورة ''تحقيق الحقوق الصحية '' لجميع التونسيين وتوفير اعتمادات أكثر للصحة العمومية''.

وأبرزت ضيفة ميدي شو أنّ تونس لها أكبر نسبة بطالة في العالم ما ولّد ''انعداما للأفق'' حتى لخريجي الجامعات، وفق تصريحها.

وبينت لملوم في هذا الإطار، وجود علاقة سببية بين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشباب ودرجة الاحساس بالقلق، داعية الى ضرورة القطع مع السياسات التقشفية واعادة النظر في مسألة تجميد الانتدابات والقطع مع سياسة عدم الاهتمام بدعم القطاع الصحي في الجهات الداخلية للبلاد.

جوهر مزيد يكشف الأسباب..

من جانبه، كشف رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن المرفق العمومي للصحة جوهر مزيد في ميدي شو أنّ تعريف الصحة لمنظمة الصحة العالمية له ثلاثة جوانب وهي البدني والنفسي والاجتماعي، منددا بتهميش الصحة النفسية في تونس على الرغم من أهميتها وخطر عدم معالجتها.

وكشف أن نتائج الدراسة وعلى عكس ما كان متوقّعا لا تمسّ العاطلين عن العمل، حيث بينت أنه لا فرق بين العامل والعاطل في علاقة بالمشاكل النفسية.

أما عن أسباب هذا التأزم النفسي، أكد أن الشباب موضوع الدراسة كشفوا أن عدم وضوح الرؤية للمستقبل والوضع المادي والبطالة والإشكاليات التي يواجهونها في التعامل مع الحياة اليومية متسببة في هذا التأزم النفسي.

وقال: '' هؤلاء الشباب يعتبرون أنهم مهمشون ومنسيون ومتروكون ولا تواجههم الا الصعوبات والعراقيل، وان التعامل مع أخطائهم يكون دائما عبر العنف لا عبر التخاطب والاستماع لمشاكلهم''.