languageFrançais

وائل جسار على ركح الحمامات: عرض الإحساس والطرب والرسائل الإنسانية

تحوّل ركح مهرجان الحمّامات الدولي، ليلة أمس، إلى مسرح للحبّ والحنين مع حضور الفنان اللبناني وائل جسّار في إطار الدورة التاسعة والخمسين للمهرجان، بمرافقة المايسترو المصري عادل عايش. 

وكان الإقبال قياسيًا لدرجة أنّ المسرح استقبل جمهورًا فاق طاقته الاستيعابية؛ كثيرون تابعوا الحفل وقوفًا تفاعلا مع ملك الإحساس وائل جسّار.

“كلّ وعد”.. قصيدة حبّ حيّة على الركح

“ دايما تعبروا عن حبكم ليا مثل ما بعبر أنا ليكم”، بهذه الكلمات خاطب جسّار جمهوره قبل أن يُقدّم أغنيته الجديدة "كلّ وعد"(2024)، التي تجاوزت 190 مليون مشاهدة على يوتيوب. الأغنية تحوّلت إلى أيقونة للأفراح والمناسبات السعيدة، وأهداها النجم لزوجته ميراي جسّار كتكريم لعلاقة حبّ طويلة عايشت التضحية والوفاء.

غناها الحاضرون معه بحماس لافت، لتتحوّل اللحظة إلى مساحة حبّ مفتوحة على ركح الحمّامات، شارك فيها الأزواج، والنساء، والرجال على حدّ سواء. و في تصريح للفنّان قال : “كلّ وعد تغنى للأم، للأخت، للصديقة… كلام يمسّ مشاعرهم وأحاسيسهم وهي أغنية شاملة”.

رحلة بين الفرح والشجن

من أجواء الفرح إلى مساحات الحنين، أخذ جسّار الجمهور في رحلة وجدانية قدّم خلالها أغنيات شكّلت ملامح مسيرته مثل:“غريبة الناس”، “ظروف معنداني”، “بتوحشيني”، “جرح الماضي”، “بعدك بتحبو”، و “خليني ذكرى”التي غناها معه الجمهور بصوت واحد.
الآهات سبقت الكلمات، والركح تحوّل إلى مرآة لأوجاع وذكريات الحاضرين، في توازن بين الحبّ والألم.

طرب أصيل وتفاعل مباشر مع الجمهور

لم يكن الحفل مجرد غناء، بل لقاء حميمي بين الفنان وجمهوره. تصوّر وائل جسّار مع المعجبين على الركح، صافحهم، تفاعل مع أصوات من غنّوا له، بل وأشاد بأحد الحاضرين الذي أطربه بصوته قائلاً: “الله يخليكم أهلكم الي ربوكم على الطرب وعندكم ثقافة بالفن”.

كما أمتع الحضور بمختارات من  الطرب العربي لكبار الفنانين ألف ليلة وليلة لأم كلثوم،خسرت كلّ الناس لجورج وسوف،زي الهوى لعبد الحليم حافظ.

ولم ينسَ اللمسة التونسية الخالصة، فغنى “أصل الزين في العينين" في تواصل مباشر مع أصالة  الجمهور التونسي.

وائل جسّار: “بعد الله تونس لها فضل في انتشاري”

في الندوة الصحفية للحفل، افتتح وائل جسّار حديثه بعبارة تقدير للإعلاميين قائلاً:“الصحافة التونسية الي نفتخر فيها والي بتكتب الي يلزم يصير والي لا”.
كما عبّر وائل جسّار بكلماتٍ دافئة عن عمق علاقته بتونس وجمهورها، قائلاً: “بعد الله، تونس عندها فضل في انتشاري، ويشرّفني أن أقدّم أغنية باللهجة التونسية”. جملة قصيرة لكنها حملت الكثير من الامتنان والوفاء؛ إذ لم يخفِ الفنان اللبناني اعتزازه بالدور الذي لعبه الجمهور التونسي في مسيرته، مُلمّحًا إلى حلم فني جديد يتمثّل في تقديم عمل باللهجة التونسية، كجسر إضافي يربط صوته بروح هذا البلد الذي فتح له أبواب الشهرة واحتضنه بحبّ منذ خطواته الأولى.

إعجاب عادل عايش بالجمهور التونسي

عبّر المايسترو عادل عايش بكلمات تعكس تقديره العميق لجمهور تونس، قائلاً: "لفّينا الدنيا كلها، ما في جمهور زي تونس". الإعجاب لم يأتِ من فراغ، بل من تجربة حية عاشها عادل عايش فوق الرّكح وهو يلمس في كل نغمة، وكل تصفيق، وشغف الحضور مدى ارتباط التونسيين بالفن وصدق مشاعرهم تجاهه.


رسالة تضامن للبنان وفلسطين

لم يغفل الفنان وائل جسّار الجانب الإنساني في حديثه، حيث عبّر عن تعاطفه العميق مع معاناة الشعوب، لا سيما شعبه اللبناني الذي يمرّ بأوقات صعبة. قال: «نحن نشعر بكل الشعوب، وخصوصاً شعبي اللبناني الذي يعاني»، متمنياً أن تكون هذه المحن عابرة وأن يعود لبنان ليزدهر من جديد. كما عبّر عن حُزنه لما يجري في فلسطين، مؤكداً أن القلب والوجدان مع هذا الشعب الذي يواجه ظروفاً لا يمكن للعقل البشري تقبّلها، متضرعاً إلى الله أن يحميهم في ظل هذه المحن المستمرة يومياً.

ليندا بلحاج