languageFrançais

البغوري: اتحاد الشغل رفض مقترحا لتكوين نقابة خاصة بالصحفيين تحت إشرافه

قال ناجي البغوري نقيب الصحفيين السابق، خلال استضافته في برنامج "بورتريه باي موزاييك أف أم" اليوم 21 فيفري 2021، إنّ السينما هي التي قادته نحو السلطة الرابعة، حيث وجد نفسه في جريدة الشروق في قسم الأخبار العالمية.
 
وأضاف "نوادي السينما هي التي استقطبتني، فقد انخرطت في عدّة أنشطة في هذا المجال... لقد علمتني السينما الحياة"، وتابع "كنت أريد استكمال دراسة الفلسفة، لكن لم أكن مقتنعا بأنها يمكن أن تؤمن لي عملا.. دائما أميل إلى النقد السينمائي وكنت أتصور أنني سألتحق بمؤسسة إعلامية لأمارس النقد السينمائي".
  
وتابع البغوري حديثه قائلا إنّه انتقل فيما بعد من قسم الأخبار العالمية إلى قسم الأخبار الوطنية، وبعد عام تشاجر مع رئيس التحرير ليتمّ طرده من الجريدة، حسب تصريحه.

وأشار إلى أنّه لجأ إلى جمعية الصحفيين التي ردّت عليه بـ "لماذا أنت قادم إلى الجمعية؟ ما دورها؟".

ومن هذه اللحظة، جاءت رغبة البغوري في الانضمام إلى هيكل يدافع عن الصحفيين، قائلا "القوة أن تكون صحفي والأقوى أن تكون صحفي مستقل وضدّ السلطة".

وتحدّث البغوري في هذا السياق عن تعرضه إلى الهرسلة والتهديد في عهد نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، الذي كان على وعي كبير بخطورة الإعلام بالنسبة له وهو مبني على الأكاذيب التي يصنعها بشكل يومي إلى درجة أن يصدقها النّاس.

وأفاد بأنّ السلطة سيطرت في فترة من الفترات على جمعية الصحفيين، وهو ما دفع بمجموعة من الصحفيين متكونة من حوالي 21 صحفيا للاجتماع عام 2004 قصد التباحث لتكوين نقابة خاصة بالصحفيين ضمن اتحاد الشغل لكنّه رفض ذلك، وبرّر بأنّ السلطة لم تكن راضية.

وهذا ما دفع بالمجموعة ذاتها إلى تكوين نقابة مستقلة، انضمت لها عدّة أسماء على غرار أمّ زياد وسهام بن سدرين وتوفيق بن بريك، ومارست هذه النقابة دورها كما يجب رغم المضايقات التي كانت تتعرض لها، فكانت ممنوعة من الاجتماع أو تنظيم مؤتمرها.

وأشار البغوري إلى أنّ المؤتمر الأوّل للنقابة كان بمثابة الصدمة بالنسبة للسلطة وكان بمثابة الأمل بالنسبة للصحفيين، قائلا إنّ الصفعة الكبرى للنظام كانت سنة 2008 عندما تحصلت قائمة مستقلة على الأغلبية في النقابة.

وتحدّث أيضا عن توتر الوضع العام عام 2009، حيث كانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في شلل تّام ومحاصرة يومية لجمعية النساء الديمقراطيات وانقلاب على جمعية القضاة التونسيين.

كما استرجع ناجي البغوري، أصيل منطقة بغورة من معتمدية بوسالم من ولاية جندوبة، ذكريات طفولته التي لم تكن سهلة، حيث كان يقطع بشكل يومي أكثر من 6 كلم ليصل إلى المدرسة.

ومن بين الذكريات الأليمة التي ظلت راسخة في ذهنه، قال البغوري إنّ والده فارق الحياة وهو لم يكن بجانبه بسبب مزاولته للدراسة في العراق.

وقال "علاقتي به كانت جيّدة وكنت قريبا منه.. عندما بلغني خبر وفاته كانت من أصعب اللحظات في حياتي".

كما تحدث ناجي البغوري عن علاقته بمايا الجريبي ونجيبة الحمروني قائلا "كان لي الحظ في التعرف على نساء من أروع النساء في تونس".

وأكّد أنّ نجيبة الحمروني كانت تؤمن بحرية الصحافة والحرية بشكل عام وهي مناضلة صلبة جدا وتعرضت إلى عدّة ضغوطات باعتباره "امرأة وسمراء البشرة وصحفية"، وفق تعبيره.