languageFrançais

'الشكشوكة الحمراء' موروث غذائي تنفرد به القلعة الكبرى

'الشكشوكة الحمراء' تعتبر من أقدم الأكلات وأشهرها وهي علامة فارقة بمدينة القلعة الكبرى حيث لا تكاد أيّ مائدة تخلو من حضورها القويّ  وقد اقترنت خاصة بفصل الشتاء.

بمكوّنات بسيطة وتكلفة لا تثقل جيب المواطن حتى أنها لا تكاد تذكر بحكم مكوّناتها من المنتوجات الفلاحيّة المحليّة دخلت 'الشكشوكة الحمراء' منذ عقود طويلة ضمن التراث اللامادي بمدينة القلعة الكبرى لما تتميّز به من مذاق فريد  جعلها  الطبق المفضّل لدى العائلات.

وتكمن أسرار ومميّزات هذه الأكلة في المكوّنات الأساسيّة وهم  زيت الزيتون والبصل والثوم والفلفل الأحمر المجفّف الذي يبلّل بالماء الساخن ثم يطحن في 'المهراس' يضاف إليهم الطماطم المقطّعة والبيض.

 تقول  'عائشة' ستّينيّة وهي ربّة بيت وأمّ لستّة أبناء  أثناء مرافقتنا لها  خلال  مراحل تحضيرها للأكلة ' هذا الطبق لن تجده إلاّ في مدينتي القلعة الكبرى فهو يجسّد بصمة أجدادنا وموروثنا الغذائي الذي نحرص على تلقينه لبناتنا لضمان المحافظة على هذا الموروث

وتضيف محدثتنا أنّ كلّ محاولات 'السطو' على هذا الموروث الغذائي الذي ينفرد به  'القلاعة'  كان مآلها الإخفاق وفق تعبيرها.

وعن طريقة الإعداد تقول عائشة ' يجب وضع  المكوّنات تدريجيّا في قدر على موقد من الطين 'زحّافة' توقد بالحطب وتطهى على مهل  لتضفي على الأكلة مذاقا خاصا.

وتواصل القول 'نحرص على طهي هذا الطبق بإستمرار في فصل الشتاء لما له من فوائد صحيّة لاسيّما لمصابي نزلة البرد بفضل مذاقه الحارّ الذي يجمع بين الفلفل والبصل والذي يبعث الحرارة في جسم الإنسان' .

يصرّ' أهالي القلعة الكبرى على أكل طبق الشكشوكة الحمراء بخبز الطابونة أو الرقْاقْ ولا يمكن أن ننسى طبق الزيتون المرّقد وهو زيتون دياري أسود اللون  يتّم تمليحه ووضعه في أكياس.

 

 

*إيناس الهمامي