languageFrançais

غازي عبد الرزاق: رفض مقترح الشطب وانزال العقوبة إلى المنع من اللعب

أصدر مكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة بتاريخ 30 نوفمبر 2017  مقترح شطب اللاعب غازي عبد الرزاق معتمدا في ذلك على التقرير الأمني الذي" أكد على أن اللاعب غازي عبد الرزاق اعتدي على أحد الامنيين بالملعب".

و في رأينا كان على مكتب الرابطة قبل إصدار مقترح الشطب التثبت من الواقعة و إجراء أبحاث تكميلية التثبت من حجية واقعة الاعتداء ( يراجع في هذا مقالنا السابق المنشور على موقع راديو موزاييك بتاريخ 1 ديسمبر 2017 ).

و بعد اقتراح الشطب تعهد المكتب الجامعي بملف الحال عملا بمقتضيات الفصل 54 من المجلة التأديبية الذي يمكنه لوحده من صلاحية البت في عقوبة الشطب المقترحة من قبل مكتب الرابطة .

و بمجرد تعهد المكتب الجامعي بملف اللاعب غازي عبد الرزاق أصدر بلاغه المؤرخ في 30 نوفمبر 2017  الذي  جاء فيه : 

"قررت الجامعة التونسية لكرة القدم قبل اتخاذ القرار النهائي في شأن لاعب النجم الساحلي غازي عبد الرزاق:

* مزيد البحث في الملف والتحقيق والتدقيق فيه بكل عمق من طرف لجنة منبثقة عن المكتب الجامعي. 

*إعادة إستدعاء اللاعب إلى جانب إستدعاء كل المسؤولين الرياضيين الرسميين المعنيين للمباراة التي جمعت النجم الساحلي بالترجي الرياضي مع طلب بعض التقارير التكميلية الأمنية والطبية وكل ما تراه اللجنة ضروريا قبل البت النهائي في الموضوع من طرف المكتب الجامعي حتى يأخذ كل ذي حق حقه ".

 و عليه فإن بلاغ المكتب الجامعي المشار إليه أعلاه هو بمثابة الحكم التحضيري لتلافي نقائص قرار مكتب الرابطة بمزيد البحث و التحري للتحقق من ارتكاب الجرم التأديبي من عدمه .

و بعد سماع اللاعب غازي عبد الرزاق نفى ما نسب إليه بخصوص اعتدائه على عون الأمن بالمقابل أقر بوجود مناوشات مع حكم المباراة مقدما بخصوصها اعتذاره.

و كذلك عند التحرير على طاقم التحكيم أكد أنه لم يعاين واقعة الاعتداء .

و عند معاينة التسجيلات المرئية الخاصة التي توصل بها المكتب الجامعي من قبل وزارة الداخلية تبين إلقاء حسن خشبي على الامنيين لكن من مكان لا يتواجد فيه اللاعب غازي عبد الرزاق .

بالمقابل توصل المكتب الجامعي على شهادة طيبة من مستشفي عمومي تفيد اصابة عون الأمن .

و بعد إكتمال الأبحاث التكميلية قرر المكتب الجامعي أنه لا وجود لركن الاسناد لمؤاخذة اللعب غازي عبد الرزاق باعتبار إنكاره و عدم معاينة الاعتداء من قبل الطاقم التحكيمي و عدم إثبات الاعتداء بعد معاينة الصور الجديدة ، لكن بالمقابل و اعتمادا على الصور المرئية تبين للمكتب الجامعي ارتكاب اللاعب عبد الرزاق لأفعال تجاه حكم المباراة موجبة لعقوبة الحرمان من اللعب لعدد 04 مباريات مع الخطية المالية الواجبة عملا بأحكام الفصل 44 جدول B فقرة ثانية .

و السؤال هنا لماذا لم يدون حكم المباراة هذه الأفعال في ورقة المباراة أو في تقريره اللاحق ؟؟؟

وهنا يجب التأكيد أيضا  أن قرار المكتب الجامعي جاء في قراءة للفصل السادس من مجلة التأديب لا تمنح حجية مطلقة  للتقارير الأمنية إلا إذا كانت معززة بقرائن أخري ثابتة  تدعمها .

في المحصلة إن إحتساب العقوبة التأديبية للاعب عبد الرزاق يكون بأثر رجعي منذ إيقافه عن نشاط كرة القدم بموجب القرار الاحترازي لمكتب الرابطة المؤرخ في 28 نوفمبر 2017 ، و اليوم  بعد مباراة النجم الساحلي و النادي الصفاقسي يستوفي اللاعب غازي عبد الرزاق عقوبته التأديبية .

 كما أنه و  للإفادة النظرية فإن عقوبة اللاعب غير قابلة للطعن أمام التاس نظرا لأن أحكام الفصل 56 جديد من النظام الأساسي للجامعة لا يجيز الطعن في العقوبات التأديبية  التي تساوي أو أقل من أربعة مباريات أو ثلاثة أشهر .

نهاية نعود للتأكيد أن آثار مباراة الكلاسيكو بين النجم الساحلي و الترجي التونسي كانت سلبية على الفريقين و على كرة القدم التونسية عامة على أمل تجاوزها في أقرب الآجال الممكنة  مع التأكيد دائما على ضرورة تطبيق القانون لكن  بعد إتمام الإجراءات الشكلية اللازمة للوصول إلى قرار رياضي عادل . 


* بقلم  الأستاذ طارق العلائمي
المحام و الخبير في القوانين الرياضية.