languageFrançais

كان 2022:بين السلبي والايجابي ونتائج لا تصل.. المفيد في موضوع كوفيد

لازالت القارة الافريقية تعيش على وقع فرحتها، فرحة كاس إفريقيا للامم و التي تقام في الكاميرون، في عرس كروي يبدو أن الذاكرة ستتحفظ بما حصل خارج المستطيل الأخضر خلالها أكثر مما عاشته الجماهير في الملاعب التي احتضنت المباريات. 

وبعد ولادة قيصرية لمسابقة لطالما كانت تشكّل الحدث في العالم، عاشت المنتخبات المشاركة و جماهيرها حالات من خيبة الامل بسبب سوء التنظيم الذي كان ظاهراً للعيان و تداولته كل وسائل الإعلام العالمية، دون أن ينجح المسؤولون عن التنظيم في تقديم إجابات و تفسيرات واضحة لكل ما حصل في المدن التي احتضنت و تواصل مباريات البطولة. 

و تتعلّق أبرز نقاط الاستفهام بموضوع البروتوكول الصحي وبنتائج تحاليل تقصي فيروس كورونا في صفوف اللاعبين و الإطارات الفنية، الطبية و الادارية، الخاصة بالمنتخبات المشاركة في كأس افريقيا للأمم بالكاميرون. 

وعانت عدة منتخبات من ظهور إصابات بكورونا في صفوفها لتُحرم بذلك من خدمات العديد من لاعبيها خلال مباريات مهمة خلال البطولة، لعل أبرزها المنتخب التونسي الذي عانى الأمرّين بسبب تتالي الاصابات و الغيابات في صفوفه. 

وإن كانت إصابة بعض اللاعبين تبدو أمراً عادياً في ظل انتشار فيروس كورونا في بلد يبدو أن أرقام الاصابات بين مواطنيه غير دقيقة، في وقت يحتضن فيه المسابقة الأهم على المستوى القاري، فإن طريقة الاعلان عن النتائج و إعلام المنتخبات بها شكّلت خيبة أمل للمتابعين. 

وتشير الأرقام الخاصة بالجائحة في الكاميرون إلى اكتشاف قرابة 5 آلاف حالة إصابة بالكوفيد يوم 21 جانفي 2022 و هو آخر رقم متوفّر حتى الآن، في حين تبلغ نسبة الملقحين ضد الفيروس في البلاد 2.5٪؜، و هو رقم ضعيف مقارنة بالدول المجاورة. 

أما على مستوى المنتخبات المشاركة، فلم يتم تسجيل أي حالة إيجابية في صفوف منظم الدورة، منتخب الكاميرون، في حين سجّلت كل المنتخبات التي لعبت ضدها أعداد متزايدة في صفوفها، لتصل على سبيل الذكر لا الحصر الاصابات لدى منتخب جزر القمر قبل مواجهة الكاميرون إلى 12 حالة. 

ويُعّد المنتخب التونسي من أكثر المنتخبات التي سجّلت إصابات في صفوفها، حيث جاءت نتائج عدة لاعبين ايجابية منذ بداية الدورة ليُحرم من خدمات العديد منهم خلال المباريات التي خاضها حتى الآن. 

لكن الأمر الملفت للانتباه يبقى حالة التخبط في نتائج تحاليل تقصي الكوفيد والتي تشرف عليها الكنفدرالية الافريقية و يقوم بها مخبر اختاره مسؤولو الاتحاد الافريقي. 

وقبل ساعات من مواجهة نيجيريا يوم السبت الفارط، تلقت الجامعة التونسية لكرة القدم مراسلة من الكنفدرالية الافريقية لاعلامها بأن خطأ حصل في نتيجة تحليل كوفيد الخاص بالظهير علي العابدي حيث انها كانت إيجابية، بعد أن وقع في السابق إعلامها أنها جاءت سلبية. 

و على غرار علي العابدي، وقع اللاعب غيلان الشعلالي في وضعية مشابهة حيث و بعد أن ظهرت نتيجة تحليل كوفيد الخاص به سلبية، استأنف اللاعب التمارين الجماعية مع المنتخب، ليتم فيما بعد اكتشاف أن تحليله لازال إيجابياً. 

حالة التخبط لم تتوقف عند اللاعبين فقط، حيث أشار مبعوث موزاييك إلى الكاميرون محمد علي العرفاوي أن الصحفيين خضعو إلى تحاليل كوفيد قبل المباريات الخاصة بالمنتخب التونسي لكنه لم يقع إعلامهم بنتائجها، و هو ما جعلهم يواجهون بعض الصعوبات في دخول الملاعب لتغطية مقابلات نسور قرطاج. 

وبالإضافة لكل ما سبق، فإن البرتوكول الصحي الذي وضعته الكنفدرالية الافريقية و اللجنة المنظمة لكأس افريقيا للأمم لم يكن واضحاً و شهد عدة تغييرات خلال المسابقة، و هو ما جعل المنتخبات المشاركة تعيش حالة من التخبط و تواجه صعوبات في تحضير مبارياتها. 

ويبقى المثال الأبرز المتعلق بالتخبط في تطبيق البروتوكول الصحي هو ما عاشه منتخب جزر القمر قبل مواجهة الكاميرون في الدور الثمن النهائي حيث اضطر المدرب إلى إشراك مدافع في مركز حارس مرمى بعد إصابة حارسين بفيروس كورونا و تعرض الحارس الأساسي إلى أصابة عضلية. 

وقبل مواجهة بوركينا فاسو يوم غد السبت، لاتزال وضعية بعض لاعبي المنتخب التونسي غامضة في ظل عدم وضوح الرؤية في خصوص نتائج تحاليل كوفيد الخاصة بهم، في انتظار ما سيرد من مفاجئات خلال الساعات القليلة القادمة. 

أحمد عداله