العلم يكشف: قرطاج ليست فينيقية
دراسة علمية دامت 8 سنوات وتم نشرها بمجلة "نايتشر" يعتقد أنها ستحدث تغييرا جذريا في تاريخ الإمبراطورية القرطاجية التي لطالما كتب التاريخ أن القرطاجيين ينحدرون من الفينيقيين القادمين من بلاد الشام وتحديدا من كنعان مصدر لغتهم ودينهم.
وقام فريق بحثي دولي بتحليل الحمض النووي المتحلل من بقايا 210 أفراد من 14 موقعا يُعرف تقليديا بأنه فينيقي وبونيقي في بلاد الشام وتونس وإيبيريا وصقلية وسردينيا وإيبيز وخلصت الدراسة إلى أن الفينيقيين لم يختلطوا بشكل متساو مع جميع الشعوب التي التقوا بها.
نيويورك تايمز تتساءل: من هم القرطاجيون؟
في مقال لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحت عنوان "من هم القرطاجيون"، قال الدكتور ديفيد رايش، عالم الوراثة في جامعة هارفارد إن ثلاثة فقط من أصل 103 أشخاص تم تحليل بقايا عظامهم لديهم تراث بلاد الشام مما يعني أنهم لم يقدموا سوى مساهمة جينية ضئيلة في قرطاج القديمة .
كما أظهرت التحاليل أن الفينيقيين أقرب صلة باليونانيين وأن انتشار هذه الحضارة في قرطاج تم من خلال الاستيعاب الثقافي أكثر من الانتقال الجيني وأنهم لم يُقدموا سوى مساهمة جينية ضئيلة .
القرطاجيون لم يختلطوا بالفينيقيين جينيا
الدكتور بجامعة هارفارد أكد أن الفينيقيين سافروا من وإلى قرطاج وعلى مدار ستة أو سبعة قرون، ومن المرجح أن كثيرين منهم انتقلوا إلى هناك وكوّنوا عائلات، لكن لم يشكلوا سوى نسبة ضئيلة من السكان. كما لا يوجد دليل على وجود عدد منتظم من النساء الفينيقيات ممن تزوّجن قرطاجيين.
القائمون على الدراسة أكدوا أن آثار أصول شمال أفريقيا ظهرت بشكل محدود في عظام الفينيقيين المكتشفة في صقلية وسردينيا وإيبيريا مما يعكس النفوذ المتزايد لقرطاج.
الأنصاري: ''قرطاج أقدم من القرن الـ9 قبل الميلاد''
وحسب تصريح الدكتور في الآثار والتاريخ القديم بولبابة النصيري لموزاييك، فإن هذه الدراسة تحملنا إلى أبعد من ذلك .. تحملنا إلى أن مدنا تاريخية على غرار أوتيك وسلقطة التي لطالما كتب التاريخ أنها مدن فينيقية هي في الأصل مدن قرطاجية وأن قرطاج لم تتأسس في القرن التاسع قبل الميلاد بل قبل ذلك ويمكن أن تعود حضارتها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد .
كما أضاف الدكتور أن الدراسات الجينيه تفتح بابا لتصحيح المفاهيم خاصة مثل "بوني" و"بونيقي" وبربري" وفنيقي" والتي أصبحت مفاهيم خارج سياق التاريخ ومجرد كلمات خلقها الرومان والإغريق والمستعمر، وفق تقديره.
*خولة الكعبي