languageFrançais

الجموسي: تونس رائدة في مجتمع المعلومات ومستعدة لثورة الذكاء الاصطناعي

أكّد بلال الجموسي، المدير المساعد للتقييم بالاتحاد الدولي للاتصالات، في تصريح لموزاييك، على الدور الرائد لتونس في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومسارها من بناء مجتمع المعلومات إلى التحول نحو مجتمع الذكاء الاصطناعي.

وأوضح الجموسي أن الحديث عن مجتمع المعلومات بدأ في التسعينيات، وكانت تونس من أوائل الدول الإفريقية التي ارتبطت بالإنترنت في أكتوبر 1991، وهو ما شكّل نقطة انطلاق حقيقية لتطوير البنية الرقمية في البلاد.

الكفاءات القادرة على تطوير الخوارزميات

وأضاف بلال الجموسي، أنّ تونس قامت بأول مساهمة لها لدى الاتحاد الدولي للاتصالات في مينابوليس عام 1998، باقتراح إنشاء قمة دولية لمجتمع المعلومات، وهو الاقتراح الذي تحوّل إلى قرار رسمي أطلق القمة الأولى في جنيف والقمة الثانية في تونس عام 2005.

وأشار الجموسي إلى أن التركيز في تلك الفترة كان على مسألة الاتصال بالإنترنت ونشر المعلومات والصوت والفيديو، بينما اليوم، أصبح التحدي الأكبر يتعلق بالذكاء الاصطناعي. فالمسألة لم تعد مجرد قدرة على الاتصال، بل تتعلق بوجود البيانات، ومراكز تخزينها، والكفاءات القادرة على تطوير الخوارزميات.

وأكد الجموسي أن الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه في مجالات عدة مثل الصحة، حيث عمل الاتحاد الدولي للاتصالات خلال السنوات الخمس الماضية مع منظمة الصحة العالمية لإعداد 32 تقريرًا حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي. كما تمت التعاونات مع منظمة الأغذية والزراعة في الزراعة، ومع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في مجال البيانات المناخية، لتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في هذه القطاعات الحيوية.

برامج تعليمية ومسابقات روبوتية

وأضاف الجموسي أن الاتحاد الدولي للاتصالات أطلق منذ عام 2017 مبادرة “Multi-Stakeholder” لإشراك جميع الأطراف، بما في ذلك الشركات والباحثين، لوضع معايير عالمية للحوكمة في الذكاء الاصطناعي وخلق الكفاءات الشابة في هذا المجال من سن 8 سنوات إلى 18 سنة، من خلال برامج تعليمية ومسابقات روبوتية ومبادرات جامعية، فضلاً عن دعم أفضل الشركات الناشئة في هذا القطاع.

وتطرق الجموسي إلى أهمية البنية التحتية، مشيراً إلى أن تونس تمتلك فرصًا كبيرة في مجال إنشاء مراكز للبيانات والحوسبة عالية الأداء، مدعومة بالطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، لتعزيز مشاريع الذكاء الاصطناعي في البلاد والدول العربية والأفريقية. وأشار إلى مشروع "مدوزة" للكابل البحري للإنترنت الذي يوفّر تدفقاً سريعاً للبيانات، مؤكداً أن تونس اليوم في موقع متميّز لدفع عجلة الابتكار الرقمي.

الطاقة المتجددة والبيانات الضخمة

واختتم الجموسي تصريحه بالقول: “اليوم لدينا فرصة لإعادة كتابة مستقبل الذكاء الاصطناعي في تونس، من خلال الجمع بين الطاقة المتجددة، البيانات الضخمة، والكفاءات البشرية، لتكون تونس منصة رائدة في هذا المجال عالميًا”.

وقد جاءت هذه التصريحات ضمن فعاليات قمة "الذكاء الاصطناعي نحو المستقبل" (AI-Forward Summit 2025)، التي تُنظم من 30 نوفمبر إلى 3 ديسمبر 2025 بقصر المؤتمرات في تونس العاصمة، تحت إشراف وزارة تكنولوجيات الاتصال، بمشاركة واسعة من الخبراء وصناع القرار والهيئات الدولية، تحت شعار: "من مجتمع المعلومات إلى مجتمع الذكاء".

صلاح الدين كريمي