السعيدي: حماية الأطفال في الفضاء الرقمي أعمق من صياغة البروتوكولات

قال الباحث في علم الاجتماع طارق السعيدي أنه من الجيد أن يكون موضوع توفير فضاء رقمي آمن للأطفال محل اهتمام الدولة لأن الدولة فاعلا اجتماعيا أساسيا، ولكن المسألة هي أعمق من مجرد بروتوكول أو ميثاق على اعتبار أن هذا العالم الجديد العالم الافتراضي ليس آلية من الآليات التي يمكن أن نحمي أنفسنا منها فهو  ليس قادما إلينا بل نحن ضمنه.

وأضاف في تصريح لموزاييك اليوم السبت، أن هذا الفهم ما يزال غير مكتمل لدى عديد الفئات، ''فنحن لسنا بصدد العيش بالتوازي مع الفضاء الرقمي، والمجال الرقمي ليس مجرد ميديا وليس مجرد وسيلة إعلام،''يقول الباحث في علم الاجتماع ويضيف: ''بل هو مجتمع كامل الأوصاف يسمى المجتمع الشبكي ونحن ضمنه''.

واعتبر محدثنا أن دور العائلة مهم وأن دور الدولة مهم كذلك كما أن دور المشغلين لا يقل أهمية ولكن لا يكون ذلك من خلال اتفاقات بروتوكولية بقدر ما هو سياسة تحفيزية.

واقترح في هذا الخصوص، أن تقوم الدولة من خلال المزودين باستيراد نوعية خصوصية من التكنولوجيا ومن الهواتف الذكية ومن الأجهزة الرقمية الذكية وتكون مخصصة وموجهة للطفولة دون غيرها وذلك حتى لا يحرم الطفل من التعلم من جهة ولكن تحت رقابة الأسرة وهو ما يجعله بعيدا عن محاولات الابتزاز أو المشاهد الصادمة أو أي شكل من أشكال العنف الرقمي .

واعتبر أنه من الجيد جدا انتباه الفاعلين لمسألة توفير فضاء رقمي آمن للطفل لكن يجب توفير سياسات أكثر فاعلية لأن الطفولة هي جزء من نظام اجتماعي كامل مصاب في أغلبه بالهشاشة.

بشرى السلامي