سوق من المنتج إلى المستهلك بحلق الوادي.. دعم للفلاح وأسعار منصفة
نظم الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، اليوم الخميس 6 نوفمبر 2025، سوقًا من المنتج إلى المستهلك بمدينة حلق الوادي ، بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبلدية حلق الوادي، في إطار مشروع "مسالك التوزيع القصيرة وتثمين المنتجات الفلاحية.
تهدف هذه التظاهرة إلى تعزيز العلاقة المباشرة بين الفلاح والمستهلك، وتوفير منتجات فلاحية طازجة بأسعار مناسبة، مع ضمان مردودية عادلة للمنتجين، في خطوة ترمي إلى تقليص الوسطاء وتخفيف كلفة التوزيع على المواطن.
مشروع مشترك من أجل فلاحة عادلة ومستدامة
وفي تصريح لـ"موزاييك"، أكد معز بن زغدان، رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، أن هذا السوق يندرج ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقها الاتحاد بالتعاون مع الفاو وعدد من البلديات، بعد تجربة أولى ناجحة أقيمت بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.
وأوضح بن زغدان، أن الهدف الأساسي للمشروع هو تمكين الفلاح من عرض منتجاته مباشرة للمستهلك، بما يضمن توازناً بين سعر البيع وسعر الكلفة ويحقق عدالة اقتصادية للطرفين.
وأضاف بن زغدان أن المشروع يولي أيضًا أهمية لمسألة تثمين المخلفات الزراعية والنفايات الناتجة عن الأسواق البلدية، مشيرًا إلى أنه تم تخصيص فضاء ثانٍ داخل السوق لعرض تجارب في إعادة التدوير و الرسكلة الزراعية، بالتعاون مع منظمة الفاو، بهدف تحويل النفايات إلى مواد مفيدة بطريقة علمية وسليمة.

تقليص الفاقد الغذائي
من جانبه، أوضح عبد الرحمن مكي، منسق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) المكلف بالأراضي والمياه، أن هذه المبادرة تأتي في إطار مشروع نموذجي يهدف إلى تقريب الفلاح من المواطن، بعيدًا عن حلقات الوساطة التجارية التي ترفع الأسعار وتضعف مردودية الفلاحين.
وأشار مكي، إلى أن التجربة تُمكّن الفلاحين من التفاعل مباشرة مع المستهلكين، والتعرف على آرائهم وانطباعاتهم حول المنتجات الفلاحية المعروضة، ما يعزز روح الثقة والانتماء بين الطرفين.
تثمين المنتجات غير القابلة للتسويق
كما أبرز مكي أن المشروع يركّز على الحد من الإهدار الغذائي الذي يمثل نحو 30% من الإنتاج الفلاحي في تونس، من خلال ثلاث محاور رئيسية، وهي رشيد الاستهلاك المنزلي من خلال تقليص إهدار المنتجات الغذائية.
وتثمين المنتجات غير القابلة للتسويق عبر تحويلها إلى مواد غذائية أو مشتقات أخرى، وإنتاج السماد العضوي (الكومبوست) من بقايا المنتجات الفلاحية لإعادة استعمالها في التربة.

وأكد محدثنا أن هذه التجربة تعتبر نموذجًا تجريبيًا (Pilot) يمكن تعميمه في بقية الولايات مستقبلاً، مشددًا على أهمية تواصل المبادرة وتكامل الجهود بين الفاو، والاتحاد التونسي للفلاحة، والبلديات، ووزارات الدولة المعنية، بهدف تحقيق منظومة فلاحية مستدامة واقتصاد دائري فعّال.
تمثل تجربة "سوق من المنتج إلى المستهلك" خطوة عملية نحو إصلاح منظومة التوزيع في تونس، من خلال تشجيع الفلاحين على بيع منتجاتهم مباشرة، والحد من الخسائر الغذائية، وتثمين الموارد الفلاحية.
ويأمل القائمون على المشروع أن تتطور التجربة لتشمل مختلف الجهات، وأن تصبح ممارسة دائمة تعزز الأمن الغذائي الوطني وتكرّس العدالة الاقتصادية والاجتماعية في القطاع الفلاحي.
صلاح الدين كريمي
صور بثينة صالحي