بن خليفة: يجب توجيه الدعم لزيت الزيتون عند الاستهلاك الداخلي
أكد المستشار الاقتصادي لرئيس اتحاد الفلاحين فتحي بن خليفة غياب السياسات الفلاحية الواضحة لقطاع الزيتون على غرار بقية القطاعات، داعيا الى ضرورة رسم استراتيجيات استباقية لضبط الرؤية ومخطط الاعمال لمنظومة الزياتين، التي جلبت مداخيل للدولة سنة 2023 بقيمة 6 مليار دينار بما قلص من عجز الميزان التجاري الوطني.
وقال بن خليفة في تصريح لموزاييك اليوم الاربعاء 22 اكتوبر 2025، خلال ندوة للاتحاد الفلاحين حول "المخاطر في قطاع الزياتين وزيت الزيتون وكيفية التحكم فيها"، انه من الضروري "استشراف القطاع وتحديد سلاسل القيمة في هذه المنظومة ورسم استراتيجيات متوسطة وطويلة المدى، حتى نكون في جاهزية تامة لاستقبال الصابة كل عام وتثمينها".
وبين بن خليفة انه وحسب ارقام وزارة الفلاحة من المتوقع ان تبلغ صابة الزيتون هذا الموسم 500 الف طن، مشيرا الى امكانية تجاوز هذه التقديرات خلال السنوات العشر المقبلة وذلك بفضل الزراعات الجديدة لزياتين التي تمت في سنوات 2023 وما بعدها، خاصة في المناطق المروية في قفصة وسيدي بوزيد والقيروان.
واعتبر بن خليفة ان معدل 500 الف طن المتوقعة هذا الموسم سيكون معدلا عاديا خلال السنوات المقبلة، وهو ما يتطلب الاستشراف طويل المدى لاعداد الضرويات من الموارد المالية والبشرية والفنية والتقنية لجني الصابة وتثمينها. وكما اعتبر ان خليفة ان زيت الزيتون اليوم يعد ركيزة من ركائز الاقتصاد الوطني لجلب العملة الصعبة والتشغيل وتثمين الاراضي.
وقال المستشار الاقتصادي لرئيس منظمة الفلاحين "اليوم المواطن التونسي يستهلك 30 الف طن من زيت الزيتون سنويا، وهو رقم ضعيف جدا، ونورد ما يقارب 250 الف طن زيوت نباتية لا نعلم مستوى جودتها، يجب توجيه الموارد المالية الموجهة لدعم الزيوت النباتية، الى دعم زيت الزيتون الموجه للاستهلاك الوطني.
واوضح من خليفة ان ندوة اليوم سيتم من خلالها اعداد ورقة عمل ستوجه الى سلطة الاشراف والحكومة والسلطة التشريعية "على امل ان تستأنس برأينا حتى لا نبقى ندير الامور موسميا بنفس الطريقة".
كما قال بن خليفة "لو كانت الدولة مستعدة لموسم الزيتون لكان ثمة مخازن جاهزة حتى يكون البيع في احسن الاوضاع وليس تحت الضغط، بما يعود بالفائدة على جميع المتداخلين في قطاع الزياتين".
واشار المتحدث ذاته الى تونس تجاوزت الكمية المضمة في اتفاقية الاتحاد الاوروبي في تصدير زيت الزيتوت للبلدان الاوروبية المحددة ب 60 الف طن سنويا ليصبح التصدير في حدود 270 الف خلال الموسم المنقضي"، داعيا الة ضرورة تنويع اسواق التصدير على غرار البلدان الاسوية كالهند وباكستان والصين واندونيسيا، فضلا السوق الافريقية الواعدة.
وقال بن خليفة"يجب ان نخرج من السوق التقيليدة الاوروبية باعتبارها الحريف والمنافس الى اسواق جديدة واعدة مع الحرص على دعم تصدير الزيت المعلب فضلا عن تثمين الزيت في صناعة المواد العطرية والتجميلية بما يخلق قيمة مضافة لهذه اىنادة".
وأشار بن خليفة ال جملة من المخاطر التي تتهدد قطاع الزيتون في تونس من بينها الامراض الناتجة عن التغيرات المناخيةاضافة الى الى التغيرات الاقتصادية وارتفاع كلفة الانتاج من سنة الى اخرى، وارتفاع كلفة التوميل حيث يتحصل الفلاح على قروض بنسبة فوائد مشطة تصل الى 12 و13% بينما في ايطاليا واسبانيا والمغرب لا تتعدى هذه النسبة 2% وهو ما يساهم في ارتفاع الكلفة"، وفق قوله.
كما اشار بن خليفة الى مخاطر التغيرات الجيو استراتيجية بسب التحالفات بين البلدان وهو ما يتطلب توسيع قاعدة الحرفاء وتنويعها لتقليص المخاطر، وفق تقديره.
واعتبر بن خليفة ان القدرة التخزينية لمخازن ديوان الزيت اضمحلت عبر السنين لتتراجع من 250 الف طن الى 60 الف طن اليوم، وهو ما يطرح وفق قوله "نقطة استفهام كبرى.. لماذا ديوان الزيت لم يستثمر في تجديد طاقة الخزن عبر السنين رغم دوره التعديلي"
ووجه بن خليفة نداء لوزارة الفلاحة ووزارة الصناعة للاعلان عن طاقة الخزن المتوفرة الان بمخازن ديوان الزيت والخواص حتى تتمكن الدولة من دراسة امكانية تقديم منح وتويلات لتوسيع طاقة الخزن خصوصا في ظل الارتفاع المرتقب للطاقة الانتاجية خلال السنوات المقبلة".
الحبيب وذان