قابس: جلسات تنسيقية لضمان سلمية الاحتجاجات
أوضح مصدر مطّلع لموزاييك أنه تمّ خلال الساعات الأخيرة من ليلة أمس الأربعاء، عقد اجتماع تنسيقي في مدينة قابس ضمّ عددا من أبناء الجهة وأعضاء من المجلس المحلّي والفاعلين وعقلاء الجهة وممثلين عن المجتمع المدني خاصة من منطقتي شطّ السلام والقناين.
التهدئة وتجنّب المواجهات
وقد تمّ التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة تفادي أيّ مواجهات أو احتكاك بين المواطنين والوحدات الأمنية وضمان عودة الهدوء إلى المدينة بعد المسيرة التي طالب الأهالي من خلالها بحمايتهم من التلوّث والانبعاثات الغازية الصّادرة عن المجمع الكيميائي.
وكان أهالي قابس دعوا إلى مسيرة سلمية سيرا على الأقدام إلى مقر المجمع الكيميائي للمطالبة بوقف التسرّبات الغازية المتكرّر من وحدات الإنتاج التابعة للمجمع وحمايتهم من حالات الاختناق بهذه الغازات داعين لإيجاد حلول جذرية للتلوّث.
المعطيات الميدانية تكشف واقعا مغايرا لما تمّ تداوله على شبكات التواصل
وأضاف المصدر ذاته أنّه خلافا لما تمّ تداوله في شبكات التواصل الاجتماعي من أنّ المسيرة التي جابت مدينة قابس في اتجاه المجمع الكيميائي كانت سلمية وتمّ الاعتداء عليها من قبل الوحدات الأمنية، فإنّ المعطيات الميدانية تؤكّد أن ما حصل كان أكثر تعقيدا حيث شاركت في المسيرة الاحتجاجية مجموعات مختلفة من المواطنين ومكونات المجتمع المدني، وقد كان مسار مجموعة منهم متّجها نحو المجمع الكيميائي فيما كانت المجموعة أخرى على بعد كيلومترين من الباب الرئيسي للمجمع والتحقت مجموعة ثالثة بالمسيرة لاحقا وضمّت أنصارا للجمعيات الرياضية بمختلف اختصاصاتها في قابس.
وأكّد أنّ الوحدات الأمنية تمركزت على مسافة من المجمع الكيميائي وضمّت فرقا من المفاوضين والأمن العمومي وحفظ النظام.
* صورة متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي

وقد حصلت خلال المسيرة مواجهات مع اقتراب إحدى المجموعات من الحاجز الأمني حيث اندلعت اعتداءات على الوحدات الأمنية لتفريق بعض المحتجين المعتدين على الوحدات الأمنية رغم عمليات التفاوض، علما أن بعض هؤلاء استخدموا زجاجات حارقة وشماريخ.
احترام المسيرة السلمية وتدخّل أمني في إطار القانون
وقال المصدر ذاته أنّ الوحدات الأمنية حرصت على التحكّم في الوضع دون المساس بالمشاركين السلميين في المسيرة الأصلية التي دعت إليها جمعية "أوقفوا التلوّث stop pollution" وتمّ تفريق المجموعات العنيفة تدريجيا بما يقتضيه القانون وحجز 30 دراجة نارية. كما تمّ نقل عدد من الأمنيين إلى المستشفى لتلقّي الإسعافات اللازمة جرّاء إصاباتهم من الزجاجات الحارقة.
وكانت النيابة العمومية قد أذنت مؤخّرا بإيقاف 29 شخصا تورّطوا في أعمال تخريب وإحراق مقرّات لإدارات تعليمية وسرقة حواسيب من أحد المعاهد الثانوية.
وكان رئيس الجمهورية أصدر تعليمات خلال استقباله لوزيري الصناعة والبيئة تقضي بتوجيه فريق مشترك من الوزارتين إلى معمل الفسفوري بالمجمع الكيميائي بقابس لإصلاح ما يجب إصلاحه في أسرع الأوقات، موضّحا أنه تمّ الوقوف على جملة من الإخلالات سواء في عمليات الصيانة والتشغيل التي أدّت إلى تسرّبات الغاز أو في مستوى عدم إجراء الاختبارات المطلوبة على المعدّات في المواعيد المحدّدة من قبل مختصّين معتمدين.
وعلمت "موزاييك"، في هذا السياق أنّ الفريق المشترك من الوزارتين تنقّل إلى مدينة قابس للقيام بالمعاينات اللازمة لوحدات الإنتاج والوقوف على مواطن الخلل التي إلى التسرّبات الغازية، ومن المنتظر أن يحيل الفريق تقريرا تفصيليا إلى الجهات الرسمية المعنية، في انتظار الإعلان قريبا عن جملة من القرارات والحلول العملية، بعد عودة الهدوء، لحماية أهالي مدينة قابس من التلوّث.