بالحاج: خطط استباقية لمجابهة تهديد ارتفاع مستوى البحر مناطق تونسية
أكد المكلف بتسيير الإدارة العامة لوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي مهدي بالحاج الخميس 25 سبتمبر 2025 أن من أكثر المخاطر التي يعانيها الشريط الساحلي التونسي هي تعدد مصادر التلوث البيئي والتي تعمل الوكالة بالتنسيق مع وزارة البيئة على مقاومتها يوميا عبر تنفيذ آليات برنامج حماية البحر والشريط الساحلي عموما على مستوى 13 ولاية ساحلية .
خرائط مستقبلية لحدود 2100 لحماية مناطق ومدن منخفضة
وأضاف مهدي بالحاج أن البرنامج الثاني الخاص لمقاومة التلوث البيئي يتعلق بحماية الشريط الساحلي من الانجراف البحري خاصة مع تسجيل مساحة 300 كلم انجراف على مستوى السواحل التونسية مؤكدا أن هذا البرنامج يتطلب تمويلات وقد نجحت تونس في الحصول على دعم بالخصوص من عدة دول منها ألمانيا وهولندا والمملكة العربية السعودية والمشروع متقدم في أشغاله اليوم .
وأضاف أن الوكالة تعمل على مجابهة ارتفاع مستوى البحر وخاصة على مستوى الأراضي المنخفضة منها مثلا بكل من قرقنة وقلعة الأندلس المهددتين بغمرهما بمياه البحر وهو ما يفرض وضع خطة استباقية للتدخل بتحضير الخرائط وعدد المناطق المهددة .
هذا وقد أعدت الوكالة مؤخرا خرائط مستقبلية لحدود سنة 2100 والتي تحدد درجات التهديدات المباشرة خاصة في ما يخص ارتفاع مستوى البحر مع الاستلهام من التجربة الهولندية التي تضم 700 متر من الأراضي المنخفضة تحت سطح البحر والاستفادة من طرق مجابهتهم لهذا التهديد من اجل إنقاذ عدة مناطق منخفضة بتونس حسب تصريحه على هامش احتفال تونس باليوم المتوسطي بعنوان " بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة لمناطقنا الساحلية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة PNUE وخطة البحر الأبيض المتوسط PAM ومركز الأنشطة الإقليمية لبرنامج الأعمال ذات الأولوية PAP/CAR وندوة التظاهرة المتوسطية يوم الساحل لسنة 2025 COAST DAY تحت شعار المؤسسات المتوسطية ودورها في تعزيز صمود الساحل
تقرير دولي يؤكد الوضعية الصعبة لارتفاع مستوى البحر بمقدار 40 سم
هذا وتسعى الوكالة لاعتماد مناهج بيئية جديدة وممارسات صديقة للبيئة للتأقلم مع التغيرات والتهديدات الجديدة كتلك المتعلقة باستصلاح الكثبان الرملية الساحلية وتهيئة الشواطئ والتخطيط الشامل للسواحل إضافة إلى التعاون الوثيق مع المجتمعات المحلية والبلديات .
ويذكر أن تقريرا جديدا صادر عن الخطة الزرقاء لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة PNUE يؤكد أن ارتفاع مستوى البحر بمقدار 40 سم يمكن أن يؤدي إلى وضعيات صعبة في العديد من المناطق خاصة في ظل استمرار ارتفاع عدد السكان بالمنطقة المتوسطية والذي يناهز حاليا 150 مليون ساكن أي بنسب تتراوح بين 20 إلى 30 بالمائة إلى منتصف القرن وبزيادة ب400 مليون سائح سنويا على ضفاف البحر الأبيض المتوسط و ما يمثله ذلك من ضغط هائل يمارس على الموارد الطبيعية التي هي بدورها محدودة وهشة.
هناء السلطاني