ورشة عربية تبحث دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الإنتاج الإذاعي
انعقدت اليوم الاثنين 22 سبتمبر 2025 في مقر اتحاد إذاعات الدول العربية بالمركز العمراني الشمالي ورشة عمل حول موضوع "الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الإذاعي"، وذلك في إطار أعمال اللجنة الدائمة للإذاعة.
وفي هذا السياق، أوضح باسل الزعبي، مدير إدارة التكنولوجيا في الاتحاد، في تصريح لموزاييك، أن الذكاء الاصطناعي يقوم على خوارزميات ونماذج تدريبية، غير أن المنطقة العربية تعاني من نقص في الموارد والبرمجيات العربية، وهو ما يجعل الثقافة والتراث العربيين غير ممثلَين بالصورة المطلوبة.
إنشاء مجموعة عربية للذكاء الاصطناعي
وشدّد الزعبي على ضرورة وضع مدونات سلوك خاصة بالصحفيين وباستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي، على أن تعكس هذه المدونات الثقافة الوطنية والقيم العربية.
وأضاف باسل الزعبي، أن الاتحاد يعمل على تفعيل قرارات الجمعية العامة بإنشاء مجموعة عربية للذكاء الاصطناعي، يكون من مهامها حماية الخصوصية والملكية الفكرية وتطوير نماذج وبرمجيات عربية قادرة على مواكبة التطورات العالمية.
واعتبر الزعبي أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا، بل وسيلة لتسريع الأداء الإعلامي وتجويد المخرجات، مع ضرورة إعادة التفكير في بعض المهام الوظيفية التي قد تتأثر بالتطور التكنولوجي.
تسريع عمليات المونتاج والتحليل
من جانبه، أكد يوسف السريع، مدير عام إذاعة دولة الكويت، في حديثه لموزاييك، أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة أساسية في الإعلام والإنتاج الإذاعي، حيث يسهم في تسريع عمليات المونتاج والتحليل والتقديم، إلى جانب اقتراح الأفكار وصناعة خرائط البرامج ورصد المحتوى بدقة عالية.
ورأى يوسف السريع، أن هذه التقنية تمثل ثورة حضارية جديدة تدعم قدرات الشباب وتفتح أمامهم آفاقًا للإبداع والابتكار، مع التأكيد على أن العنصر الإنساني يظل أساس العملية الإعلامية.
وأوضح مدير عام الإذاعة، أن إذاعة الكويت، التي تأسست عام 1951، تواصل تطوير استوديوهاتها بما يتماشى مع التحولات الرقمية، مشيرًا إلى دخول الكويت بقوة في مجال البودكاست وتجهيز الاستوديوهات الحديثة للإنتاجين الإذاعي والتلفزيوني معًا.
أرشفة بالذكاء الاصطناعي

كما استعرض يوسف السريع، جهود الإذاعة في التوسع والتطوير من خلال إطلاق أربع إذاعات جديدة متخصصة، هي: إذاعة الدانة للفنون الشعبية، وإذاعة الذكر الحكيم، ودار الإذاعة الكويتية للمواد الأرشيفية، وإذاعة الشباب والرياضة.
وكشف السريع عن مشروع ضخم لأرشفة أكثر من مليون ساعة من المواد القديمة بتقنيات حديثة مطورة بالذكاء الاصطناعي لتسهيل عمل الباحثين والمهتمين بتاريخ الكويت والمنطقة، مبرزًا في الوقت نفسه استمرار الإذاعة في إنتاج برامج درامية وثقافية بارزة مثل "نافذة على التاريخ" و"رجوم القمة" و"أخبار جوهينة"، التي شارك فيها فنانون من مختلف أنحاء الوطن العربي.
كما أشار ذات المصدر، إلى الدور المميز لمحطتي "كويت أف أم" الموجهة للشباب و"محطة الغناء العربي القديم" التي تحتفظ بروائع كبار الفنانين العرب. وختم حديثه بالتأكيد على أن الكويت كانت وما تزال منصة إبداعية إقليمية استقطبت كبار الفنانين والمبدعين العرب، واحتفظت بإرث ثقافي وفني ضخم يمثل اليوم جزءًا مهمًا من الذاكرة العربية المشتركة.
صلاح الدين كريمي