languageFrançais

رئيس الجمهورية لرجال الجيش: 'أنتم سدّ منيع وجدار صلب يحمي الوطن'

أشرف رئيس الجمهورية قيس سعيّد، القائد الأعلى للقوات المسلّحة، اليوم الثلاثاء 24 جوان 2025، على موكب الاحتفال بالذكرى التاسعة والستين لانبعاث الجيش الوطني، تولّى خلاله تقليد شارات الرُتب والأوسمة لثلّة من العسكريين الذين شملتهم الترقية هذه السنة.

وقال رئيس الجمهورية خلال كلمة ألقاها بالمناسبة، أن ''تاريخ القوات المسلحة العسكرية التونسية ضارب في أعماق الزمن وتمتزج الاحتفالات بالذكرى لا فقط بواجب التذكر وبمشاعر الفرحة والشموخ بل بالارادة المتجددة في مضاعفة روح العزيمة في البذل دون حدود، فكلما تحقق حدث الاّ وتلاه التفكير في الهدف الذي يليه''.

وتابع قيس سعيّد: ''أصحاب الهمم العالية الثابتة لا يقبلون الا بالنصر حتى وإن كانت التحديات جسمية فانهم لا يقبلون الا بالنصر أو الاستشهاد''. وأضاف: ''الذكريات كثيرة والملاحم بدورها كثيرة لا يمكن أن تغيب عن ذهن أي مواطن يعتزّ بانتمائه لهذا الوطن، لقد ارتقى شهداء في ساحات المواجهة وسقوا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن''.

'من كان في أوطانه حامياً لها فذكراه مسك في الأنام وعنبر'

 

وشدّد رئيس الدولة على أنّ ''الإرادة التي تكمن في نفس كلّ جنديّ مهما كانت رتبته أو موقعه، لا تنكسر خلال المواجهة وتطمح للانتصار، مستشهدا بقول الشاعر: "ومن كان في أوطانه حامياً لها فذكراه مسك في الأنام وعنبر''.

وتوجّه قيس سعيد بالحديث إلى رجال الجيش قائلا: ''أنتم سدّ منيع يحمي الوطن من كل سوء، سدّ منيع ضدّ الإرهاب، وجدار صلب ضدّ التهريب وقلعة منيعة ضدّ الهجرة غير الشرعيّة وجدار يتكسّر عليه كل من تخول له نفسه سوءا بهذا الوطن''.

وتابع: ''الحماية من هذه الظواهر ليست وحدها مصدرا لنرفع رؤوسنا عالية في المساء وتحت كل سماء، فكلّما اقتضت الحاجة لمعاضدة السلط الأمنيّة كنتم أسبق المعاضدين في مجالات لا يكاد يُعدّها إحصاء، في تأمين الانتخابات والامتحانات وإخماد الحرائق والنجدة والإنقاذ، فضلا عن عديد المشاريع التي لم تكن لتُنجز في وقت قياسي وبمهارة أبهرت الجميع لولا إشراف الهندسة العسكرية عليها''.

وتحدّث رئيس الجمهورية عن العلاقة التي تجمع رجال الجيش بالمواطن التونسي، مبيّنا وفاء الشعب التونسي لعائلات الشهداء والمصابين، وخير دليل على ذلك إنشاء مؤسسة فداء وتطوريها بتنقيح القانون الذي انشأها.

وكشف قيس سعيّد أنّ العمل جار لإعداد نصوص جديدة بعضها على وشك الانتهاء والبعض الآخر في طور الإنجاز، لمزيد تطوير المؤسسة العسكرية، وقال في هذا الإطار: ''الواجب المُقدّس يدعونا أن لا ننسى الدعوات التي تتلقاها قُوّاتنا المسلّحة العسكريّة من قوات حفظ السلام في العالم، فالأمر ليس من باب الصدفة'' .

وتابع: ''كما ليس من قبيل الصدفة على الإطلاق أن تتلقى مدارسنا وأكاديمياتُنا العسكريّة عديد المطالب من دول صديقة وشقيقة حتى يلقوا أفضل أنواع التكوين والإحاطة''.

وختم رئيس الجمهورية كلمته قائلا: ''الوطن أمانة في أعناقنا جميعا والوطن هو الدار هو الحصن والأمل والمستقبل وهو أعلى درجات الشرف، كُلّنا حُماة الديار وحُماة هذا الوطن العزيز ورافعو رايته، كُلّنا دروع وسيوف تخرج من أغمادها لأنّ الفداء من أجل هذا الوطن أعلى درجات الفداء.  عاشت تونس حرّة منيعة أبد الدهر وعاشت رايتها خفّاقة عاليّة بين الأمم... كل عام ووطنا العزيز بخير وكل عام والمؤسسة العسكرية بألف خير''.