languageFrançais

بارومتر 2025: 81% من التونسيين يؤيدون الاستهلاك المسؤول

نظمت جمعية 'لاباس' يوم السبت 21 جوان 2025 جلسة نقاش  بمناسبة صدور "بارومتر 2025 للاستهلاك المسؤول في تونس"، في إطار مشروع "المعارف الاقتصادية" المموّل من الاتحاد الأوروبي والمنفّذ بالتعاون مع مؤسسة Expertise France. 

وقد جمع هذا الحدث نخبة من الخبراء والفاعلين المدنيين والمهتمين بقضايا الاستدامة، في حوار مفتوح حول واقع الاستهلاك في تونس، والعوائق التي تحول دون إرساء ممارسات أكثر استدامة وعدالة، إلى جانب طرح حلول ملموسة تساهم في تعزيز الاقتصاد المسؤول.

البدائل التي تحترم البيئة والمجتمع

وفي تصريح لموزاييك، أكدت  سنية زعيم، مديرة جمعية لاباس، أن الجمعية التي تعمل منذ أكثر من ثلاثة عشر عامًا، تسعى إلى تمكين الفاعلين والمؤسسات التي تملك تأثيرًا إيجابيًا على المجتمع والمحيط. 

وأضافت زعيم "إن إصدار بارومتر 2025 ليس مجرد عملية قياس للسلوك الاستهلاكي، بل هو دعوة مفتوحة للحوار وبناء الثقة بين جميع الأطراف المعنية. هدفنا هو إتاحة فضاء يجمع المواطنين مع المبادرات المحلية، ليكونوا على اطلاع مباشر بالبدائل التي تحترم البيئة والمجتمع، ولنشجع تبادل الأفكار والنقاش حول الاستهلاك المسؤول."


نتائج البارومتر

وأظهرت نتائج البارومتر نموًا ملحوظًا في وعي التونسيين بقضية الاستهلاك المسؤول، حيث أبدى 81% من المستجوبين اهتمامًا واضحًا بالحد من الأثر السلبي لاستهلاكهم على البيئة والصحة والمجتمع. غير أن هذا الوعي لم يتحول بالكامل إلى ممارسات فعلية، إذ أقرّ 13% فقط بأنهم ملتزمون تمامًا بسلوك الاستهلاك المسؤول، في حين غيّر 68% منهم بعض عاداتهم، أما 19% فعبّروا عن عدم اهتمام، و1% أظهروا رفضًا صريحًا لهذا النمط من الاستهلاك.

وتكمن العقبات الأساسية أمام الاستهلاك المسؤول في ارتفاع أسعار المنتجات المستدامة، حيث يرى 47% من المشاركين أنها أغلى من البدائل التقليدية.

جدوى الجهود الفردية

كما أبدى 43% إحساسًا بعدم جدوى الجهود الفردية في ظل غياب دعم المجتمع والمؤسسات، بينما أشار 22% إلى نقص توفر المنتجات المسؤولة في الأسواق. إضافة إلى ذلك، أكد 79% من المستهلكين عدم ثقتهم في التصريحات التي تقدمها الشركات حول التزامها بالمسؤولية البيئية والاجتماعية، مطالبين بوجود أدلة ملموسة كالاعتمادات والشهادات المعترف بها.

ورغم هذه التحديات، يبرز البارومتر عدداً من المبادرات المحلية الواعدة في مجالات الزراعة البيولوجية، التجميل الطبيعي، وإعادة التدوير، التي تؤكد إمكانيات التحول نحو اقتصاد مستدام. ويشير التقرير إلى ضرورة دعم هذه المبادرات وتوفير التسهيلات التي تمكن المستهلكين من الوصول إلى بدائل مسؤولة بسهولة ويسر.

رافق الجلسة الحوارية تنظيم "سوق مسؤول" طيلة اليوم، حيث تم عرض منتجات محلية متوافقة مع معايير الاستدامة، ما أتاح فرصة للزوار للتفاعل المباشر مع المنتجين والتعرف على التجارب المحلية، مما ساهم في تعزيز ثقافة الاستهلاك المسؤول.

صلاح الدين كريمي